استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأحد، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، ومارك سيفرز، القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالقاهرة، وبريك كومار، كبير مديري شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القومي. وأكد بيان لمؤسسة الرئاسة أن السيسي وكيري اتفقا على أهمية تعزيز التنسيق الأمني بين مصر والولايات المتحدة وعدد من دول المنطقة المعنية، من أجل تحقيق استقرار المنطقة، والحفاظ على سلامتها الإقليمية، وضمان أمن شعوبها. وقال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية: إن اللقاء اتسم بروح إيجابية بناءة، وإن كيري أكد حرص بلاده على علاقاتها التاريخية الهامة بمصر، واصفًا إياها "بالاستراتيجية"، وأنها مهتمة بنجاح مصر التي تمثل ربع سكان العالم العربي وحدها، وبكل مالها من مكانة وثقل في العالم العربي، فضلًا عن دورها في إرساء واستقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن كيري أعرب خلال اللقاء، الذي دام ما يزيد عن ساعة ونصف الساعة، عن اهتمام بلاده بدعم مصر على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، وذلك مع اهتمام موازٍ بأوضاع حقوق الإنسان والحريات المدنية. فيما أكد الرئيس أن مصر عازمة على المضي قدمًا في استكمال إنجازات استحقاقات خارطة المستقبل، مشيرًا إلى أنه سيتم الإعلان عن البدء في إجراءات عقد الانتخابات البرلمانية قبل 18 يوليو القادم. كما لفت الرئيس السيسي إلى حرصه على أن تتم بلورة تطلعات وطموحات الشعب المصري التي عبر عنها خلال السنوات الثلاث الماضية في أسرع وقت، استجابةً للثقة الكبيرة التي أولاه الشعب إياها، موضحًا أن انتخاب مجلس النواب الجديد يمثل خطوة أساسية نحو استكمال البناء التشريعي اللازم لتحويل نصوص الدستور إلى قوانين وقواعد ملزمة، لا سيما فيما يتعلق بجانب الحقوق والحريات، والتي يأتي في مقدمتها تمكين المرأة ومشاركة الشباب. وأشار إلى أن هذه الخطوات تهدف لبناء مستقبل مصر الجديدة، الذي سيأتي معبرًا عن تطلعات أبناء الشعب المصري، والذي سيظل يحترم السلطة القضائية ويثق في نزاهتها ولا يتدخل في عملها. وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، حذر الرئيس السيسي من عواقب عدم تدارك الأوضاع في العديد من دول المنطقة، والتي تنذر بامتدادها إلى دول أخرى في المنطقة، وربما خارجها أيضًا، آخذًا في الاعتبار أن عددًا لا يستهان به من المقاتلين الأجانب منخرطون في الصراعات الدائرة في عدد من دول المنطقة. وشدد الرئيس على وجوب الانتباه لكيفية اعتناق هؤلاء المقاتلين للفكر التكفيري في دولهم الأصلية، مستغلين بشكل سلبي أجواء الحريات التي تتيحها القوانين المعمول بها. وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية، استعرض السيسي وكيري خلال اللقاء الأوضاع في العراق وسوريا وليبيا، خاصة مع التطورات التي يشهدها العراق، ودور تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام – داعش" في هذا الصدد، حيث أعرب كيري عن تطلع بلاده إلى العمل مع مصر وعدد من الدول المعنية بالمنطقة لمحاصرة الإرهاب الذي تمددت خارطته في المنطقة، وبما يحول دون تحول النزاعات الطائفية إلى وقود لتأجيج الأوضاع في دول المنطقة المختلفة. من جانبه، حذر الرئيس من اِرتباط الصراع الدائر في العراق وسوريا وتأثير كل منهما في الآخر، فضلًا عن خطورة الأوضاع في ليبيا، أخذًا في الاعتبار طول حدود مصر الغربية المشتركة معها، والتي تتطلب جهدًا مضاعفًا لتأمينها والسيطرة عليها، وعبر عن ترحيب مصر بالعمل على محاصرة الإرهاب في المنطقة، من خلال جهد جماعي، مشيرًا إلى أن مصر طالما نادت بأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي في هذا الشأن.