بامتياز، يمكن القول إن بشار الأسد هو رئيس المصادفة.. صعد إلى السلطة قبل 14 عاما، ورفع شعارات قومية معادية لإسرائيل، وللحلول الوسط، دون أن يطلق رصاصة واحدة على الدولة العبرية.. تحالف مع إيران، وناصب الولاياتالمتحدة العداء، وعندما خرجت مظاهرات ضده، اختار أن يواجهها بالسلاح تحت اسم «مكافحة الإرهاب». يخوض الأسد (49 عاما)، انتخابات رئاسية يراها مراقبون صورية، فى ظل تدمير البنية التحتية فى بلاده، وتهجير ونزوح ملايين السكان تحت وطأة ضربات جنوده، ليس لشىء إلا فرض أمر واقع مع اقتراب ولايته الثانية. الأسد، الحائز على شهادة فى الطب، وتخصص فى مداواة العيون، خلف والده، حافظ الأسد، بالمصادفة (توفى عام 2000)، بعد وفاة شقيقه باسل بحادث سيارة عام 1994. بعد موت باسل، اضطر حافظ إلى إعداد بشار لخلافته، فألحقه بالجيش، وفى فترة لا تتجاوز 6 سنوات قفز من رتبة نقيب إلى عقيد ركن، ثم قائدا للجيش. عقب وفاة حافظ، اجتمع البرلمان، وعدل المادة رقم 83 فى أسرع تغيير دستورى بالعالم، خلال اجتماع استمر ربع ساعة. وفى تصويت جرى بثلاث ثوان أصبحت هذه المادة تنص على أن سن الرئيس يمكن أن تكون 34 سنة بدلا من 40، وبذلك تمكن الأسد من تقلد منصب رئاسة «الجمهورية». وطوال فترة حكمه، عمد إلى التلويح برفضه التنازل عن الحقوق العربية، وتمسكه بما يقول إنه محور المقاومة ضد إسرائيل، وعادى واشنطن، فصنفته الأخيرة ضمن «محور الشر». بينما تحالف مع إيران، ومارس الاستبداد بحق شعبه، وفقا لمعارضيه، حتى قامت ثورة 17 مارس 2011، مطالبة بإنهاء أكثر من 40 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة. فاختار الأسد أن يواجهها بالسلاح، فأودى القتال بين قواته وقوات المعارضة بحياة أكثر من 160 ألف شخص، وشرد حوالى تسعة ملايين من أصل 22.5 مليون نسمة.