بلحية داكنة السواد، ووجه بشوش، تحول منير محمد أبو صالحة الشاب العشرينى العمر، من مواطن أمريكى يعيش فى بلاد الانفتاح، إلى إنسان محمل بأفكار متشددة وعنيفة وصلت عبر تواصله مع أصدقاء عرب من منطقة الشرق الاوسط عبر مواقع التواصل الاجتماعى. ف «أبو صالحة»، والمكنى ب «أبو هريرة الأمريكى»، صار أول مواطن أمريكى ينفذ عملية انتحارية فى سوريا، منذ اندلاع أزمتها عام 2011، بحسب ما اعلنته وزارة الخارجية الأمريكية، مساء أمس الأول. أبوصالحة، ذو الأصول الشرق أوسطية (لم تحدد بالضبط بعد)، ذهب إلى سوريا من أقصى جنوب شرق الولاياتالمتحدة (ولاية فلوريدا)، وذلك قبل عام من تنفيذه، واحدة من أربع عمليات انتحارية بشاحنة محملة ب16 طنا من المتفجرات، فى محافظة إدلب (شمالا) الأحد الماضى ضد عناصر من الجيش النظامى، لحساب «جبهة النصرة» الإسلامية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتى تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس السورى، بشار الأسد. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وهى أول من نشر معلومات عن أبو صالحة، بعد ظهوره فى فيديو للجبهة، قبيل تنفيذهم التفجيرات، فإن الخارجية الأمريكية كانت على علم قبل التفجير الانتحارى بأن هذا الأمريكى سافر إلى سوريا للانضمام للمتشددين، وامتنعت عن تقديم معلومات عنه. وبينما لم تكشف المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين ساكى، أية تفاصيل عن «أبو هريرة»، بشأن مولده ونشأته، تتبعت «إن معظم كتاباته فى الآونة الأخيرة بالغة بالعربية، ومحملة بآيات قرآنية وفيديوهات إسلامية حول تعاليم ونصائح الجهاد. وانضم «أبو هريرة» إلى أحد فرق كرة السلة فى ولاية فلوريدا حتى عام 2007، وكان يعشق أيضا كرة القدم وعددا من الرياضات الاخرى. ويأتى نقص المعلومات لأنه، وفقا للخارجية الأمريكية، لا تزال التحقيقات مع أفراد عائلته، مشيرة إلى أنه ضمن مجموعة من الأمريكيين الذين تحاول الوكالات الأمنية، كمكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بى آى» ووكالات المخابرات المركزية «سى آى إيه»، وضعهم قيد المراقبة منذ مغادرتهم الولاياتالمتحدة، قبل أشهر، باتجاه سوريا للانضمام إلى الجماعات التى تقاتل الأسد. إذ تفيد تقارير صحفية أمريكية بأن فى سوريا حوالى مائة أمريكى جهادى سافروا منذ بدء الأحداث عام 2011، وتتخوف واشنطن، فى حال عودتهم، أن ينفذوا عمليات «إرهابية» على الأراضى الأمريكية.