أمر الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تيرتشينوف باستئناف عملية عسكرية ضد من وصفهم بالانفصاليين المؤيدين لروسيا، إثر العثور على جثتين لشخصين "تعرضا لتعذيب شديد" شرقي أوكرانيا، أحدهما عضو في مجلس محلي. وقال تيرتشينوف إن جثة السياسي فلادمير رايباك وجدت بالقرب من مدينة سلوفيانسك التي يسيطر عليها المتمردون. وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن موسكو سترد حال تعرض مصالحها في أوكرانيا لأي هجوم. واتهم المسؤول الروسي - خلال مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" الحكومية - الولاياتالمتحدة بالمسؤولية عما يحدث في أوكرانيا. وأشار إلى أن كييف أعلنت تدشين حملتها "ضد الإرهاب" مجددا خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن. وتواجه الحكومة المؤقتة في كييف حراكا مسلحا في شرقي البلاد. وقال تيرتشينوف إن "الإرهابيين الذين سيطروا على منطقة دونيتسك بالكامل تجاوزا كل الحدود." وأضاف في بيان: "أصدرت أوامري باستئناف الإجراءات الفعالة لمواجهة الإرهاب لحماية المواطنين الأوكرانيين في الشرق." تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي كان فيه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن يزور أوكرانيا. وخلال لقائه بقادة البلاد في العاصمة كييف، طالب بايدن روسيا ب "التوقف عن الأقوال والبدء في الأفعال". وتتهم الولاياتالمتحدة والغرب موسكو باستخدام قوات غير معلنة لدعم الانفصاليين شرقي أوكرانيا، حيث يسيطرون على مبان حكومية فيما لا يقل عن تسع مدن وبلدات. وتنفي روسيا أي تدخل لها هناك. "مثل جورجيا" وقال لافروف في تصريحاته التلفزيونية: "إذا تعرضت مصالحنا، مصالحنا المشروعة، مصالح الروسيين لهجوم مباشر، كما حدث في أوسيتيا الجنوبية، مثلا، لا أرى بديلا عن الرد بما يتماشى مع القانون الدولي. ولم يحدد المسؤول الروسي ما يعنيه بمصالح روسيا، التي تحشد بالفعل آلاف الجنود على الحدود مع أوكرانيا. وكانت روسيا قد دخلت في حرب قصيرة مع جورجيا في صيف 2008 بعدما أرسلت تبليسي جنودا إلى منطقة أوسيتيا الجنوبية لاستعادة السيطرة عليها من انفصاليين مواليين لروسيا. زارت مراسلة بي بي سي نتاليا أنتيلافا أحد معسكرات الاحتجاج في بلدة لوهانساك. "عزلة روسيا" وقال بايدن خلال زيارته لكييف إن المزيد من الاجراءات الاستفزازية ستزيد من عزلة روسيا وسيكون لها مزيد من العواقب. والتقى بايدن قادة أوكرانيا الجدد تعبيرا عن دعم الولاياتالمتحدة للحكومة التي يدعمها الغرب في كييف. ومن المقرر أن تقدم الولاياتالمتحدة دعما إضافيا لأوكرانيا بقيمة 50 مليون دولار من أجل الإصلاحات السياسية والاقتصادية في البلاد، ويشمل ذلك 11 مليون دولار للمساعدة في إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو/آيار. وفي تحرك أمريكي آخر، سترسل الولاياتالمتحدة 600 جندي للمشاركة في تدريبات يجريها حلف الناتو في دول البلطيق الثلاث، (لاتفيا ولتوانيا وإستونيا) وبولندا. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن ذلك القرار يهدف إلى إظهار التزام قوي تجاه حلف الناتو في الوقت الذي تتطور فيه الأوضاع في أوكرانيا. تواطؤ وقال تيرتشينوف في بيانه الذي أعلن فيه استئناف العملية العسكرية شرقي البلاد: "أطالب الأجهزة الأمنية باستئناف وتنفيذ إجراءات ناجحة ضد الإرهاب، تهدف إلى الدفاع عن مواطنين أوكرانيين يعيشون شرقي أوكرانيا في مواجهة إرهابيين." وكان رايباك، الذي عثر على جثته يوم الثلاثاء، عضوا في المجلس المحلي عن حزب فاذرلاند في بلدة هورليفكا. ولم يتم التعرف حتى الآن على هوية الرجل الآخر الذي عثر على جثته. واختفى رايباك في الآونة الأخيرة، وفقا لرواية الشرطة، ثم عُثر على جثته بعد ذلك في النهر. وقال تيرتشينوف: "هذه الجرائم تتم بدعم كامل وتواطؤ من الاتحاد الروسي." لا تزال مبانٍ حكومية تحت سيطرة مسلحين في تسع مدن وبلدات على الأقل شرقي أوكرانيا. وبدأت العملية العسكرية لكييف لإنهاء احتلال المباني الحكومية في 16 إبريل/نيسان، لكنها عُلقت خلال فترة عيد القيامة. الكشف عن صور وتتبادل واشنطنوموسكو الاتهامات حول خرق اتفاق جنيف الأسبوع الماضي بشأن حل الأزمة الأوكرانية، وتخطط الولاياتالمتحدة لمزيد من العقوبات في حال فشل روسيا في تنفيذ التزاماتها وفقا لاتفاق جنيف. لكن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف قال أمام البرلمان الروسي الثلاثاء إن روسيا ستكون قادرة على "الحد من عواقب" أي عقوبات جديدة. ونص اتفاق جنيف في 17 إبريل/نيسان على الوقف الفوري لأعمال العنف في شرقي أوكرانيا، وطالب الجماعات المسلحة غير الشرعية بتسليم أسلحتها ومغادرة المباني الحكومية. ووسط نفي موسكو تورطها في تلك الإضطرابات، كشفت الحكومة في كييف عن صور قالت إنها تظهر جنودا روسيين من بين المسلحين الذي يسيطرون على المباني الحكومية شرقي أوكرانيا. ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية أيضا تلك الصور. ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة الروسية على تلك الصور. وقال تتر القرم المسلمون يوم الثلاثاء إن زعيم الأقلية المسلمة في شبه جزيرة القرم، مصطفى جميليف، منع من قبل السلطات الروسية من العودة إلى القرم لمدة خمس سنوات. وعارض تتر القرم انضمام شبه الجزيرة إلى روسيا في مارس/آذار الماضي. تقول الحكومة الأوكرانية إن جنديا من القوات الروسية الخاصة ظهرت صورته في بلدتي كارماتورسك وسولفيانسك.