قالت مجلة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، إن جماعة الإخوان المسلمين، أحدثت شرخًا عميقًا بين اثنين من أقوى اللاعبين في الخليج، مشيرة إلى الخلاف الذي امتد لأشهر بين قطر وجيرانها، ووصل إلى ذروته عندما سحبت السعودية والبحرين والإمارات سفرائها من الدوحة. وتضيف المجلة أنه بالرغم من إعلان مجلس التعاون الخليجي حل الخلاف بين الأطراف، إلا أنه من المرجح أن يكون هذا الاتفاق مجرد واجهة إلا إذا تخلت قطر عن دعمها للإخوان المسلمين، وهو أمر لا يبدو عليها أنها مهتمة بحدوثه. توضح المجلة أن الانقسامات بشأن الإخوان بين السعودية المهيمنة وجارتها قطر «ضئيلة الحجم» ترتكز على نموذج الإسلام السياسي الذي يقدمه الإخوان، الذي يجمع بين التدين والوصول إلى السلطة من خلال صناديق الاقتراع. تقول المجلة، إن السعودية منافس قوي، ولكن أمير قطر الجديد الذي خلف والده في السلطة الصيف الماضي، لا يرغب في أن يفسد أول عام له في السلطة بالخضوع للرياض. وترجع الصحيفة السبب في رأيها كما تقول، إلى الأهمية التي تعلق في العادة على «حفظ ماء الوجه في العالم العربي». وتقول المجلة، إن هناك سببًا آخر لعناد قطر هو أنها راهنت على شكل للحكم يختلف جوهريًا عن النموذج التقليدي للحكم الملكي السعودي، فقطر اختارت في المقابل دعم النظام الذي غير العالم العربي في 2011، وهو النظام الذي يمنح سلطة أكبر للشعب. هناك أيضًا اعتبارات محلية، فالتزام قطر مع الإخوان في الخارج شكل نوعًا من سياسة تأمين ضد المعارضة السياسية الدينية داخل البلاد، حيث تم حل الجماعة طواعية في 1999. وبينما تمنح قطر اللجوء للعديد من أعضاء الإخوان الذين طردوا من مصر ودول أخرى، ومن أشهرهم الشيخ يوسف القرضاوي، ابتعد أولئك عن توجيه أي نقد للحكم في قطر. وينبع غضب القيادة السعودية ليس فقط من انزعاجها من طموحات قطر «غير المحدودة»، ولكن أيضًا من القلق العميق إزاء شرعيتها، فبينما يزداد اعتماد الولايات على إنتاجها للغاز الطبيعي، وهو ما يحقق لها استقلال عن الدول المصدرة للطاقة، كما أن سياستها الخارجية تتحرك اتجاه أسيا، فإن حكام السعودية ينتابهم القلق من أن الولاياتالمتحدة لم تعد تلقي بالا لتحالفها مع الرياض، الذي دام لعقود طويلة مبنية على مبدأ مبادلة الطاقة بالأمن. كما أن الحكام في السعودية على ما يبدو يخشون من دعم الولاياتالمتحدة للإخوان على المستوى الإقليمي مماثل للدعم الذي قدموه للجماعة، في أعقاب خلع الرئيس الأسبق حسني مبارك. وتمضي مونيتور في تحقيقها قائلة، إن السعودية ظلت تفضل دائمًا الجماعات الإسلامية التي تبتعد عن العمل السياسي، ومن ثم فهي ترى في جماعة الإخوان التي تنتهج السياسة منافسًا أيديوجيًا ونموذجًا يهدد حكمها، حيث تأتي بعض أقوى الجماعات المعارضة المحلية من المسلمين السنة. وتقول المجلة، إن المملكة السعودية تحركت بشكل فعال «لاحتواء» الثورة في مصر معتمدة في ذلك على الفرصة، التي استشعرتها نتيجة لصغر سن أمير قطر الجديد وقلة خبرته. وتنهي المجلة تحقيقها بالقول، إن اتفاق مجلس التعاون الخليجي قد يمهد الطريق إلى وحدة خليجية أكبر مبنية على المصالح المشتركة، بما في ذلك احتواء العنف في سوريا ومنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.