رأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتورالامريكية أن الدعم القطري للإخوان المسلمين من خلال حملة مقاطعة لمصر ودول الخليج هو جزء من رهان على "حفظ ماء الوجه" للدولة الصغيرة أمام القوى العربية العظمى التي تتمثل في مصر والمملكة العربية السعودية. واوضحت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- أن منظمة الإخوان المسلمين المحظورة التى بثت سمها تقريبا في كل منطقة يتواجد بها أحد أعضائها البارزين، اثارت حالة خلاف عميقة بين اثنين من القوى الخليجية.
وأشارت إلى ان شهور التوتر بين قطر وجيرانها ظهرت جلية الشهر الماضي حيث سحبت كل من المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة سفراءها من الدوحة، وعلى الرغم من إعلان مجلس التعاون الخليجي عن توصل الاطراف إلى حل لحسم الخلاف ، فانه سيظل حل سطحى اذا لم تتخلي قطر عن تأييدها لجماعة الإخوان المسلمين، وهو امر قد يمثل استحالة .
واضافت الصحيفة ان حالة الانقسام حول الاخوان المسلمين بين السعودية وجارتها الصغيرة قطر تكمن فى نموذج الإسلام السياسي الذي تمثله الجماعة، الذي يجمع بين النزعة الدينية والسلطة .
وأشارت " مونيتور" إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر هذا النموذج تهديدا لكل من شرعيتها وأمنها مما دفعها الى أدراج الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية ، لكن أمير قطر الجديد الذي تولى السلطة خلفا لوالده الصيف الماضي أبدى عدم استعداده ليفسد أول عام له في السلطة ..لكن جزء من الحقيقة أنه يحاول حفظ "ماء الوجه".
وأشارت الصحيفة الامريكية إلى قول جيرد نونيمان عميد كلية الحقوق بجامعة جورج تاون، إن قطر لم تقاوم فقط انضمام مصر والسعودية في ادراج الإخوان كمنظمة ارهابية، بل قررت ايضا عدم اغلاق او السيطرة على الشبكة الإخبارية التابعة لها "الجزيرة" والتي يتم النظر إليها على أنها متحيزة لصالح الإخوان المسلمين، وأن الدوحة انزلقت من دور التابع للسعودية، وسعت للحصول على استقلال سياستها الخارجية والتي وصفها نونيمان بأنها " جزء لا يتجزأ من استراتيجية العلامات التجارية الكبرى لدولة قطر".
ونوهت الصحيفة الى أن هناك اعتبارات محلية أخرى لدعم الاخوان كنوع من بوليصة تأمين ضد المعارضة السياسية في الدوحة، مشيرة إلى أن قطر منحت مأوى لكثير من أعضاء جماعة الإخوان الذين هربوا من مصر وغيرها من البلدان وعلى الأخص الشيخ يوسف القرضاوي.
وأشارت "مونيتور" إلى أن السعودية دعمت الإطاحة في يوليو الماضي بحكومة الإخوان في مصر المدعومة من قبل قطر، وأعطت دعما ب'5 مليارات دولار في إطار مساعدات للاقتصاد المتعثر في البلاد، وكذلك 2 مليار دولار في يناير، الدعم الذي يعد أكثر بكثير من 1.5 مليار دولار كانت مطروحة من قبل الولاياتالمتحدة.
ولفتت إلى أن السعودية هاجمت شبكة قناة الجزيرة الاخبارية التابعة للدولة القطرية، ووصفت الدوحة بأنها تحاول تقويض استقرار المنطقة من خلال دعمها للإخوان والمتمردين في ليبيا وسوريا، وعلى خلفية الأعلان عن سحب السفراء الشهر الماضي، قالت الرياض /إن الدوحة فشلت في التمسك بالتزاماتها تجاه دول مجلس التعاون الخليجي بعدم دعم أي شخص يهدد أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي سواء كمجموعات أو أفراد - عبر العمل الأمني المباشر أو من خلال النفوذ السياسي/،وفقا لبيان مجلس التعاون الخليجي.
وأختتمت "مونيتور" بالإشارة إلى أن الصفقة المحتملة بين قطر ودول الخليج تمهد الطريق لوحدة أكبر للمصالح المشتركة لمجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط، بما في ذلك احتواء العنف في سوريا ..و كان أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح المح إلى ضرورة التعاون قائلا " المخاطر كبيرة من حولنا، ولن نتحرك نحو العمل العربي المشترك دون التمسك بوحدتنا ونبذ خلافاتنا".