يقول خبراء في صحة الكبار: إن الألم ليس جزءًا طبيعيًّا من الشيخوخة، وبالتالي لا يجب تجاهله. وتقول جين برودي الكاتبة في موضوعات العلوم والتغذية، إن الدراسات كشفت أن المرضى كبار السن يبلغون الأطباء بشعورهم بالألم بنسبة أقل من الأصغر سنًّا، رغم أن العديد منهم يعانون في صمت. وكتب بروس فيريل، أخصائي أمراض الشيخوخة في جامعة كاليفورنيا، وشركاؤه في الموقع الإلكتروني الطبي Primary Issues ، قائلين: إن «الخبر السار هو أن الأشخاص الأكبر سنًّا يتعاملون بشكل أفضل مع الألم، ولكن الأخبار السيئة هي أنهم يتعاملون مع هذا الواقع من خلال تقليل النشاط وقبول الألم كنتيجة للشيخوخة»، ويضيفون: «للأسف، هذا قد يؤدي إلى حلقة مفرغة من انخفاض الحالة الوظيفية للجسم، التي تؤدي إلى تدهور الصحة العامة، وإهمال الحالات التي يمكن علاجها، مما يسفر في النهاية إلى معاناة لا داعي منها». تقول برودي في مقال على مدونة Well التي تنشرها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن الألم الذي لا يتم علاجه أو يُعالج بطريقة غير كافية من خلال تحسين القدرة على ممارسة الرياضة وتناول الطعام بصورة صحيحة أو الحفاظ على العلاقات الاجتماعية يسبب العجز كما يمكنه تسريع وفاة المسن. وتضيف أن الألم المستمر قد يؤدي إلى الجمود والكآبة ومشاكل في النوم وفقدان الشهية والعزلة، وكل هذا قد يؤدي إلى زيادة الحاجة للرعاية الطبية المكلفة، وترى أن الاعتقاد الخاطئ بأن الألم لا مفر منه هو أحد الحواجز العديدة التي تقف أمام الرعاية المناسبة للمسنين. وتشمل الحواجز الأخرى العزوف عن إزعاج الطبيب أو الخوف من النظر إلى المريض كشخص متذمر، والقلق من الحاجة لإجراء فحوص إضافية، والخوف من أن العلاج سوف يتطلب إجراء جراحة أو أدوية يمكن أن تؤدي إلى الإدمان. تتابع برودي قائلة: إن المرضى من كبار السن الذين يعانون من الخرف قد يعجزون عن الإخبار عن آلامهم أو وصفها بدقة، وفي نفس الوقت قد يؤدي الفشل في تخفيف آلامهم إلى العدوانية أو الإتيان بسلوكيات غير مرغوب فيها. وتقول: إن التغير في تكوين الجسم، ووظائف الأعضاء، وعملية التمثيل الغذائي تؤثر على استجابة كبير السن للعلاج. وإذا كانت وظيفة الكلى ووظائف الكبد تنخفض بشكل طبيعي مع التقدم في السن، فإن تجنب الآثار الجانبية السامة قد يتطلب استخدام جرعات أقل من مسكنات الألم. ويمكن أن تتراكم المسكنات القوية مثل أشباه الأفيون التي تعطى بجرعات معيارية في دم الشخص المسن، مما يسبب الارتباك وأعراض تشبه الخرف. تقول برودي: إنه يجب اختيار الدواء المناسب في ضوء آثاره الجانبية المحتملة، وتفاعلاته مع الأدوية الأخرى، وآثاره على المشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها الشخص المتألم. ورغم أن الأدوية غالبًا ما تكون ضرورية، فإنه توجد طرق أخرى فعالة لعلاج الألم. وبذلك يكون العلاج الطبيعي، والتدليك، وتدريب القوة، وتمارين الاسترخاء، واليوجا، والوخز بالإبر، والتمارين الرياضية المائية، وتطبيقات الحرارة والبرودة بالتناوب، والتأمل، والتنويم المغناطيسي الذاتي، وحتى الاستماع إلى الموسيقى واللعب مع الحيوانات الأليفة أو الأطفال .. جميعها تكون مفيدة في بعض الأحيان سواء تم ممارستها بشكل منفرد أو مع الأدوية.