قال اللواء أحمد سمك، عضو الهيئة الدولية لمراقبة أهمية وضع السياسات الرامية إلى الحد من التكاليف الاقتصادية لتعاطى المخدرات، حيث إن الدراسات أثبتت أن كل دولار ينفق على برامج الوقاية الجيدة يمكن أن يوفر على الحكومات ما يصل إلى 10 دولارات من التكاليف اللاحقة. جاء ذلك في كلمة سمك في مؤتمر صحفي عقد اليوم في مقر المكتب الإعلامي للأمم المتحدة خلال استعراضه للتقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2014. وقال إن العلاج اللازم لواحد فقط من كل ستة من متعاطي المخدرات في العالم أي 5,4 مليون شخص يبلغ 35 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى توفير العلاج لواحد من كل 18 شخصا من متعاطي المخدرات في أفريقيا وواحد كل 11 من أمريكا اللاتينية وشرق وجنوب أوروبا. وأضاف أن الهيئة تطالب الحكومة الأفغانية بترجمة استراتيجيتها الوطنية لمكافحة المخدرات التي تهدف إلى القضاء على زراعة المخدرات وإنتاجها وصنعها والاتجار بها بصفة غير مشروعة وإلى تبنى تدابير وتحقيق نتائج ملموسة. وتابع أن الهيئة تشعر بقلق بالغ من أن زراعة خشخاش الأفيون غير المشروعة زادت خلال ثلاث أعوام متعاقبة منذ عام 2010 حيث بلغت المساحة المنزرعة إلى 209 آلاف هكتار عام 2013 بزيادة تقدر ب36 في المائة بالمقارنة 153 ألف هكتار عام 2012، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق القضاء على خشاش الأفيون غير المشروع في أفغانستان إلا من خلال الاحترام الكامل والتنفيذ التام للقوانين ذات الصلة مع توفير سبل بديلة مستدامة لكسب العيش في المناطق المتأثرة. كما تطالب الهيئة تقديم الدعم والتعاون الكاملين والمستمرين من المجتمع الدولي وبلدان المنطقة، وذلك مع قرب انتهاء مهمة القوة الدولية للمساعدة الأمنية «إيساف» في أفغانستان هذا العام. وأفاد سمك بأنه هناك ازدياد كبير في تهريب المواد الأفيونية عبر شرق أفريقيا والاتجار بالكوكايين في شمال أفريقيا وشرقها، فضلا عن زيادة كبيرة في صنع الميثامفيتامين والاتجار به بصفة غير مشروعة في المنطقة مشيرا إلى أن المغرب لا تزال أكبر مصدر لراتنج القنب في العالم بعد أفغانستان وإن كان انتاجه آخذا في التراجع. وأوضح أنه لا يزال معدل انتشار القنب عاليا في أفريقيا أي ما يقرب من ضعف المتوسط العالمي بينما لا يزال معدل انتشار تعاطى المنشطات الامفيتامينية والكوكايين والمواد الأفيونية قريبا من المتوسط العالمي، ولا يزال معدل انتشار تعاطى الكوكايين في غرب أفريقيا ووسطها أعلى بكثر من متوسطه العالمي. كما لا يزال معدل انتشار تعاطى القنب وشبائه الأفيون مرتفعا نسبيا في هاتين المنطقتين الفرعيتين. وذكر سمك أن المعلومات التي وفرتها دول أمريكا الشمالية تشير إلى أن عام 2011 شهد نحو 48 ألف حالة وفاة متصلة بالمخدرات وهي تمثل 8,155 من كل مليون نسمة في سن 15 إلى 64 عاما، وهو أعلى من المعدل العالمي. وقال إن الإحصاءات تشير إلى وصول أعداد وأصناف لم يسبق لها مثل من المؤثرات النفسانية الجديدة وعن استمرار تزايد تعاطيها، مشيرا إلى تواصل زراعة القنب غير المشروعة في الأماكن المغلقة في المنطقة الفرعية غرب أوروبا ووسطها. وأوضح أن هناك 14 مليون مدمن في العالم، من بينهم 6,1 مليون مصاب بفيروس الإيدز و200,7 مليون مصاب بالكبد الوبائي و200,1 مليون مصاب بالكبد الوبائي. ولفت إلى أن فيينا سوف تستضيف في 13 مارس الجاري مؤتمرا دوليا لبحث المشاكل التي تواجه الدول التي تفسر الاتفاقيات ذات الصلة بالمخدرات، حيث رأت بعض الدول أنه يمكن تداول القنب الطبي من أجل الترفيه.