علي الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها المجتمع الدولي لمواجهة انتشار ظاهرة الاتجار في المخدرات وتعاطيها والتي باتت تهدد امن واستقرار المجتمع الدولي كله ذكرت وكالة أنباء (شينخوا) نقلا عن تقرير أممي أن عدد متعاطي المخدرات يزيد علي 200 مليون شخص، كما أفادت منظمة الصحة العالمية أن 15.3 مليون شخص يصابون بالأمراض بسبب التعاطي. ووفقاً لتقارير الأممالمتحدة فإن تجارة المخدرات تمثل المركزالثالث ضمن الأنشطة التجارية والاقتصادية العالمية, ويتم سنويا غسل حوالي 120 مليار دولار من تلك التجارة في أسواق المال العالمية ومن خلال المصارف والبنوك الكبيرة.وتؤكد إحصائيات الأممالمتحدة أن إنتاج المخدرات يتركز في عدد من البلاد منها أفغانستان وهي أكبر منتج للحشيش ولصناعة الهيروين حيث انتجت 87% من إنتاج الأفيون في العالم وازدادت المساحات المخصصة لزراعة الخشخاش ب 62% وفي المقابل قللت بورما ولاوس من زراعة الخشخاش بنسبة 43% ,وتعتبر أوروبا الغربية المستهلك الرئيسي للمخدرات الأفغانية وترتفع حصة استهلاك المخدرات الأفغانية في الولاياتالمتحدة واليابان واستراليا, وبالمقابل احتفظت كولومبيا وبيرو وبوليفيا بمعظم إنتاج الكوكايين وكولومبيا وحدها مسئولة عن ثلثي انتاجه "حوالي 80%". وفي الصين قالت (شينخوا) إن المصلحة العامة للجمارك ضبطت في الصين 724 حالة تهريب للمخدرات تتعلق بنحو 2.3 طن من المخدرات خلال الأشهر ال17 الماضية. وتم اعتقال 614 مشتبها بهم خلال الفترة، حسبما قال شيوي ون رونغ، نائب مدير مكتب التحقيقات التابع للجمارك العامة.واستفاد تجار المخدرات من خدمات التوصيل السريع لتوسيع انتاجهم من المناطق الحدودية إلي المناطق الداخلية، كما تم استغلال مواطنين لا يعرفون حقيقة الامر في نقل المخدرات، علي ما قال شيوي. واشار إلي ان مهمة مكافحة تهريب المخدرات تواجه ظروفا قاتمة جراء ان الجريمة ما زالت منتشرة علي الصعيد الدولي وأساليب مهربي المخدرات تصبح اكثر سرية وتنوعا .ومع ذلك، تعهدت الجمارك العامة بتكثيف التعاون مع المنظمات الدولية لمكافحة المخدرات. ويتسع نطاق الزراعة غير المشروعة للحشيش في العديد من الدول، حيث أبلغت 120 دولة عن تلك الزراعة، قد أدي نمو تجارة المخدرات إلي تزايد تكاليف مواجهتها طبيا واجتماعيا وبوليسيا. حيث يؤكد الخبراء انه اذا كان أغلب التشريعات الحديثة قد أدرجت جريمة الاتجار في المخدرات ضمن قوانينها الاقتصادية وبعضها الآخر في الطريق إلي ذلك، فلأن المشرع أصبح يعي بخطورة الأفعال التي تشكل جريمة الاتجار غير المشروع للمخدرات، حيث ان الاتجار في المخدرات إجرام منظم يتسم بكثير من الخطورة، وهو غالبا ما يحول الجريمة من جريمة فردية إلي جريمة منظمة، كما أنه في الغالب ينقلها من جريمة ذات طابع محلي إلي جريمة دولية عابرة للحدود، وهذا النوع من الإجرام - نظرا لخطورته - قد يستغل لارتكاب جرائم أخري وكان ينظر إلي الاتجار بالمخدرات - علي أنه مشكلة اجتماعية وجنائية - تحول في السنوات الأخيرة إلي خطر رئيسي يهدد صحة وأمن البشر كما يهدد الصحة والأمن في مختلف المناطق، فسوق المواد الأفيونية في أفغانستان تبلغ قيمتها السنوية 61 مليار دولار، وفي غربي أفريقيا، تؤدي تجارة الكوكايين العالمية - التي يبلغ حجمها 85 مليار دولار - إلي تفاقم الإدمان وغسل الأموال، إلي جانب تأجيج الاضطرابات السياسية والتهديدات الأمنية، فكل مليار دولار يتأتي من تهريب الكوكايين النقي عن طريق غربي أفريقيا يحقق مكسبا يزيد علي عشرة أضعاف عند بيع ذلك الكوكايين في شوارع أوروبا.