قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع لموسكو يُنظر إليها على نطاق واسع كأحدث خطوة في سلسلة خطواته الحذرة، للتحول من الجنرال إلى الرئيس، وحتى قبل لقاء القائدين «كانت خزانة ملابسه تهيمن على الأخبار». وأوضحت الصحيفة، أن وسائل الإعلام الرسمية والخاصة امتلأت بصور المشير وهو يرتدي البدلة المدنية بدلًا من زيه العسكري المعتاد مما يمنحه «مظهرًا رئاسيًا» أكثر. وأضافت الصحيفة، أن الرحلة «إثبات لقوة السيسي في الداخل والخارج من خلال تقديم رسالة لواشنطن حول استقلال مصر». وقالت صحيفة «التلجراف» البريطانية، إن بوتين تدخل بطريقة «مذهلة» في الاضطرابات السياسية المصرية من خلال دعم ترشح وزير دفاعها السيسي للرئاسة حتى قبل إعلان بدء إجراءات الانتخابات. وأضافت الصحيفة، أنه من غير المعتاد أن يحصل مرشح على دعم علني من دولة أجنبية، خاصة قبل أن يعلن ترشحه للمنصب. وقالت صحيفة «موسكو تايمز» الروسية، إن إجراء «السيسي» مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، لتعزيز العلاقات العسكرية والاقتصادية «تُعد علامة أخرى على أن مصر تسعى للتوافق مع موسكو وسط تدهور العلاقات مع الولاياتالمتحدة». ووصفت الصحيفة دعم بوتين لترشح السيسي للرئاسة بالخطوة «غير المتوقعة»، قبل أن يؤكد السيسي بنفسه ترشحه لهذا المنصب، وأضافت أن المصالح الروسية في تقوية العلاقات قائمة على الاهتمامات المشتركة المتمثلة في جهود مكافحة الإرهاب والاستقرار الإقليمي، وأيضًا على «اقتناص الفرصة». وأشارت النسخة البريطانية من صحيفة «انترناشونال بيزنيس تايمز» إلى ما قيل بأن مصر وروسيا وافقتا على صفقة أسلحة ب 3 مليارات دولار، مع «تجاهل مباشر للولايات المتحدة». وقالت إن هذه الخطوة سوف تثير غضب واشنطن التي تُعد المورد الرئيسي للأسلحة للجيش المصري مع ميل النظام الجديد «المحتمل» في مصر نحو موسكو. أضافت الصحيفة، أنه في حال تأكيدها ستكون الصفقة العسكرية الأكبر لمصر من روسيا منذ العهد السوفيتي، الذي اتجهت مصر من بعده لتطوير علاقاتها مع واشنطن في سبعينيات القرن الماضي في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات. كما قالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن استقبال بوتين للسيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي بدا وكأنه من أجل إرسال رسالة إلى الغرب أنه مازال هناك تأثير للكرملين على مصر، البلد الأكبر من حيث عدد السكان في الشرق الأوسط. وأضافت «ويبدو أن الكرملين على استعداد لتزويد الحكومة المؤقتة بأنظمة الدفاع والمعدات العسكرية الأخرى التي كانت تنتظرها القاهرة من واشنطن في السابق».