أبرزت وسائل الإعلام الصينية زيارة وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي لروسيا على مدار اليومين الماضيين. وسلطت والصحف ووسائل الإعلام الصينية الضوء على دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوي لمصر، وما وصفته بدعم روسي لترشح السيسي للانتخابات الرئاسية المقبلة، إضافة لمجالات التعاون العسكري بين البلدين وتحول البوصلة الإستراتيجية للسياسة الخارجية المصرية من واشنطن إلى موسكو. من جانبها قالت صحيفة "الشعب" الصينية الرسمية، لسان حال الحزب الشيوعي الصيني إن هذه الزيارة تكتسب أهمية بالغة، إذ أنها تأتى بعيد ترقية السيسي إلى رتبة مشير وموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية، واصفة الزيارة بأنها محطة تاريخية في العلاقات المصرية - الروسية. أما صحيفة أورينتال مورنينغ بوست الصينية فقالت إن بوتين أعرب بكل وضوح عن تأييده للسيسي خلال مباحثاتهما في موسكو، قائلا "علمت بأن حضرتكم ستشارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة كمرشح، وأنه قرار مسئول من أجل مستقبل الشعب المصري، وأتمنى نيابة عن نفسي والشعب الروسي لكم النجاح"، وهو ما اعتبرته الصحيفة الصينية، ثقة روسيا في أن السيسي رجل المرحلة ولديه القدرة على قيادة البلاد في هذه الفترة الانتقالية الهامة. وأبرزت صحيفة تسان كاو شياو شي الصينية اليومية تأكيد بوتين خلال مباحثاته مع المشير السيسي على مدى أهمية مصر في محيطها العربي والإقليمي وتركيزه على أن استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها يعتمد على استقرار مصر. من جانبها أكدت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن أحد الأهداف الرئيسية للزيارة التي قام بها الوفد المصري لموسكو هو التوقيع على اتفاقية بقيمة ملياري دولار أمريكي لشراء أسلحة متطورة، ومنها أنظمة مضادة للصواريخ ومروحيات عسكرية ومقاتلات طراز "ميج 29" وأنظمة مضادة للدبابات، وإن هذه الأنواع من الأسلحة هي التي رفضت واشنطن بيعها لمصر. وفيما يتعلق بما إذا كانت زيارة السيسي تلمح إلى أن تحول دفة سياستها الخارجية من واشنطن إلى موسكو، لفتت صحيفة "أورينتال مورنينج بوست" إلى أن مصر، كونها دولة ذات ثقل سياسي كبير في الشرق الأوسط، كانت وستظل محل اهتمام كل من الولاياتالمتحدةوروسيا. وأشارت الصحيفة إلى أن قبل عام 1979، كانت مصر حليفا عسكريا هاما للاتحاد السوفيتي المنهار في المنطقة، واستمر الأمر على هذا النحو حتى قام الرئيس المصري الأسبق أنور السادات بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، وبعد ذلك تحولت مصر إلى معسكر أبناء العم سام، إلا أن الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية توترا وجمدت واشنطن مساعدات لمصر بقيمة 1.5 مليار دولار. وأضافت أنه على هذه الخلفية، فإن زيارة السيسي لروسيا تدل على تقارب مصر وروسيا شيئا فشيئا، وتتيح بناء مظلة تعاون تسمح للقاهرة بتنويع مصادرها الاقتصادية والعسكرية.