أصبحت حساسية الفول السوداني عدوًا لأعداد كبيرة من الأطفال والآباء والأمهات في السنوات الأخيرة، مما يجبرهم على الحفاظ على المنازل خالية من المكسرات، وتعزيز منع تقديم العديد من المدارس لزبدة الفول السوداني. وقالت جين برودي، الكاتبة في العلوم والتغذية، إنه "عندما يكون لدى الطفل حساسية من الفول السوداني ينبغي على الأسر مراقبة ما يأكله الطفل داخل وخارج المنزل؛ لأن الاستهلاك غير المقصود للفول السوداني يمكن أن يكون قاتلاً". تقول «برودي» في تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، "لم تعد العديد من شركات الطيران توفر الفول السوداني؛ خوفًا من أن يستنشق أحد الركاب المصابين بالحساسية غبار الفول السوداني، ويعاني من رد فعل يهدد الحياة على ارتفاع 30 ألف قدم". وبينما يشكك الخبراء في ضرورة اتخاذ بعض التدابير الشديدة المتبعة لمنع التعرض غير المباشر للفول السوداني، إلا أن خطر تناوله من قبل الشخص المصاب بالحساسية لا جدال فيه. وتوضح برودي، أن "رد الفعل القاتل المسمى الحساسية المفرطة «anaphylaxis» يمكن أن تحدث مع تعرض الطفل الأول للفول السوداني، ويصاب بالحك وتورم اللسان والحلق، وانقباض في الشعب الهوائية، وانخفاض حاد في ضغط الدم، وسرعة دقات القلب، والاغماء، والغثيان، والقيء، وإذا لم يتم إيقاف هذا الأمر بحقنة من الأدرينالين قد تحدث الوفاة". وأضافت، إنه "لا يوجد علاج لحساسية المكسرات، بالرغم من أن العديد من الدراسات الأولية تقترح أنه من المحتمل تخفيف رد فعل الفول السوداني مع العلاج المناعي، فمثل الجرعات الممنوحة لحساسية حبوب اللقاح، يبدأ النهج بالتعرض تحت اللسان لكمية ضئيلة من بروتين الفول السوداني المخالف، يليه التعرض لكميات متزايدة تدريجيًا تحت إشراف طبي صارم". وخلصت إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة كامبريدج البريطانية، إنه "بعد ستة أشهر من العلاج المناعي عن طريق الفم، أصبح بإمكان حوالي 91% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 إلى 16 سنة تناول حوالي خمس حبات من الفول السوداني يوميًا، أكثر بكثير مما كان قبل العلاج". ويشير البحث إلى أنه "عندما يعمل العلاج المناعي، تنخفض شدة الحساسية مما يسمح للمصاب المصاب بالحساسية بتناول كميات صغيرة من البروتين المخالف، ومن غير المعروف إلى أي مدى تستمر الحماية بدون استمرار العلاج المناعي، ولكن يحذر الباحثون من إجراء هذا الأمر بدون موافقة الطبيب". وتقول برودي إنه لا تزال هناك حاجة لإجراء دراسات أخرى قبل أن يصبح من الممكن استخدام العلاج طبيًا، وفي غضون ذلك يُنصح المصابون بحساسية الفول السوداني بحمل «EpiPen» لعلاج الحالات الطارئة.