حذرت دار الإفتاء المصرية من الفتاوى المتطرفة التي تدعو إلى تكفير قوات الأمن وتحريم الصلاة على من استشهد منهم أثناء تأدية عملهم، مؤكدة أن مثل هذه الفتاوى الشاذة خطر على الأمة وتوقع المرء في إثم التكفير. وأكدت دار الإفتاء، في ردها على إحدى الفتاوى المتطرفة التي أطلقتها بعض المواقع التكفيرية، والتي رصدها مرصد دار الإفتاء المصرية الذي تم إنشاؤه لمواجهة الفكر التكفيري، أن من يطلقون هذه الفتاوى التكفيرية غير مؤهلين علميا ولا عقليا، ولا يدركون خطورة ما يطلقونه من أحكام تؤدي إلى خراب المجتمعات وإحداث الفتن بين أبناء الوطن الواحد. وأوضحت أن تكفير المسلم وأهل القبلة بغير حق من أعظم الأمور إثما، وأشدها وزرا، وأخطرها أثرا وقد تواردت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة تنهى وتزجر عن التكفير، وتأمر بالكف والإعراض عنه. وأضافت دار الإفتاء، في ردها على فتوى تكفير رجال الأمن وتحريم دفنهم في مقابر المسلمين، أن "رجال الأمن يقومون بواجبهم في حماية الوطن واستقراره ضد القتلة والمجرمين والخارجين عن القانون، وأن من يقتل منهم وهو يدافع عن أمن الناس وحماية أرواحهم وممتلكاتهم فهو شهيد بإذن الله ويكفن ويصلى عليه ويدفن مكَرما في مدافن المسلمين". وأشارت إلى أن من لوازم الفهم الخاطئ لأحكام الشريعة أن يصبح التكفير عند كثير من المتطرفين المنتسبين لأهل العلم ومن اتبعهم في ذلك إيمانا مقلوبا، بل الأخطر من ذلك أن يتحول التكفير إلى مدخل شرعي للقتل واستباحة الدماء والأعراض، وهو إفساد في الأرض يهدم مقاصد الشريعة الإسلامية من أساسها، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة الوداع من هذا فقال "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا".