حققت شركة صودا ستريم نجاحا كبيرا باختيار الممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون سفيرة لعلامتها التجارية في وقت مناسب يسمح لها باستغلال ذلك في ذروة الإعلانات في المباراة النهائية لدوري كرة القدم الأمريكية هذا العام. لكن الأضواء يمكن أن تكون قاسية. ففي حين ساعد هذا الاتفاق الذي كلف الشركة ملايين الدولارات على الترويج للعلامة التجارية إلا أنه عزز دعوات لمقاطعة الشركة التي تتخذ من إسرائيل مقرا لها ويقع مصنعها الرئيسي في مستوطنة يهودية في عمق الضفة الغربيةالمحتلة. ويأتي الخلاف في وقت له حساسيته الخاصة إذ تجري إسرائيل والفلسطينيون محادثات سلام صعبة وتتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف التوسع الاستيطاني. وأثار الإعلان الذي تظهر فيه جوهانسون الجدل بالفعل قبل ظهوره المقرر في المباراة النهائية لدوري كرة القدم الأمريكية يوم الأحد بسبب الهجوم العلني على المنافسين. وقد وافقت الشركة فورا على حذف السطر موضع الجدل لكن قضية المستوطنات لا يمكن استبعادها بهذه السهولة. ويتهم منتقدون صودا ستريم بالاستفادة من الاعفاءات الضريبية والأراضي الرخيصة الممنوحة للصناعات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 ويريدها الفلسطينيون لدولتهم المستقبلية. وقال شاهر سعد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، "لن تؤدي المستوطنات والاحتلال إلى سلام أبدا، أؤيد مقاطعة تؤدي إلى عودة هذه الأراضي وسبل النمو الاقتصادي للملكية الفلسطينية". ويقول ممثلون من صودا ستريم المدرجة في بورصة ناسداك بنيويورك إن العمال الإسرائيليين والفلسطينيين في المصنع يتلقون نفس الأجور والمزايا التي تتجاوز بكثير تلك التي تقدم في المناطق التي يديرها الفلسطينيون. وقال دانيال بيرنباوم الرئيس التنفيذي لشركة صودا ستريم إن شركته تساعد في اطعام مئات العائلات الفلسطينية يوميا. وقال "نفخر جدا بوجودنا هنا والمساهمة في التعايش وإحلال السلام الذي نأمله في هذه المنطقة". وأصدرت جوهانسون بيانا لموقع هافينجتون بوست الإخباري يوم الجمعة، أشادت فيه بشركة صودا ستريم على "دعمها للجيران الذين يعملون مع بعضهم البعض ويتلقون نفس الأجر والمزايا والحقوق". وتعمل شركة صودا ستريم منذ ما يربو على 100 عام ولديها 20 مصنعا في مختلف انحاء العالم وحققت إيرادات بلغت 562 مليون دولار في 2013. وتباع منتجاتها في 60 ألف متجر تجزئة في 45 دولة. ويعمل مصنع الضفة الغربية وهو أكبر مصانع الشركة منذ 20 عاما وكان محورا لحملات مقاطعة مستمرة. ويعمل بالمصنع حوالي 950 فلسطينيا من الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى جانب نحو 350 من الإسرائيليين اليهود. وقال بيرنباوم "هذا المصنع حلم للنشطاء والسياسيين على طرفي هذه المعضلة لأنه يمثل نموذجا للسلام ويثبت كل يوم إمكانية إحلال السلام بين شعبينا." لكن موظفا فلسطينيا تحدث خارج المصنع بعيدا عن أرباب العمل رسم صورة أقل مثالية بكثير. وقال "هناك الكثير من العنصرية هنا.. معظم المديرين من الإسرائيليين ويشعر العاملون من الضفة الغربية أنهم ليس بإمكانهم المطالبة بزيادات الأجور أو المزايا الإضافية خوفا من الفصل والاستعاضة عنهم بسهولة".