رحبت الحكومة النرويجية مساء الخميس، بتوصل الأطراف المتنازعة في جنوب السودان إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في وقت سابق خلال المشاورات التي ترعاها المنظمة الحكومية للتنمية (الايجاد) في أديس أبابا، وذلك في أعقاب الأزمة التي تعرضت لها البلاد في منتصف شهر ديسمبر الماضي، نتيجة لتزايد الانقسامات الداخلية في حركة تحرير شعوب السودان. وأكد وزير خارجية النرويج بورج برانداه، على أهمية التزام جميع الأطراف بهذا الاتفاق، منوهًا بضرورة وقف جميع أشكال العنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية لضحايا الصراع المسلح من المدنيين الذين يحتاجون للحماية والمواد الغذائية ومياه الشرب والرعاية الصحية والمأوى. وأشار إلى أن الأممالمتحدة وبعثتها للسلام في جنوب السودان يلعبان دورًا أساسيًا في الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار إلى البلاد، مشددًا على مساندة النرويج لهذه الجهود. وأوضح برانداه، ضرورة إسراع الأطراف المتصارعة في جنوب السودان في التفاوض على الخطوة التالية والتي تتعلق بانطلاق عملية سياسية شاملة وجامعة تسمح بمنظمات المجتمع المدني، ولاسيما المنظمات المعنية بحقوق النساء في القيام بدور مركزي في هذه المسيرة. وأضاف أن هذه المسيرة السياسية هي السبيل الوحيد والكفيل بتمهيد الطريق أمام تطور نظام ديمقراطي راسخ يسمح بمعالجة جذور هذه الأزمة الخطيرة وتجاوزها، مشيرًا إلى استعداد النرويج لتقديم المساعدة بهذا الخصوص. يذكر أن تقديرات الأممالمتحدة تشير إلى أن اندلاع المعارك في جنوب السودان بين القوات الحكومية وقوات متمردة تحت قيادة نائب الرئيس المعزول ريك ماشار، تسبب في مقتل عدة آلاف من الأبرياء وإصابة آلاف آخرين، في حين أن ما يقرب من نصف مليون شخص اضطروا للتشرد هربًا من القتال.