فى الوقت الذى انتشرت فيه الكاميرا الرقمية وكاميرا الموبايل، التى تجعل من أى شخص كان مصورا فوتوغرافيا يسجل الطرائف والنوادر أو المواقف الحرجة، لا تزال كاميرا المواطن الدمياطى فعّالة وناجحة وتستقطب أعدادا غفيرة من المصطافين. على شاطئ مدينة رأس البر، حيث نقطة التقاء البحر المتوسط بنهر النيل، كرنفالا من المنتجات من كل صنف ولون يعرضها الباعة المتجولون على المصطافين، ملابس وأدوات زينة ومناديل «بأوية»، التى تضعها على رأسها السيدة الدمياطية «الشاطرة» كما يعرف عنها الفريسكا و«الجيلاتى» يجره البائع على بسكلتة تتخذ شكل السفينة المبجلة. وبمجرد نظرة واحدة متطلعة من رواد الشاطئ على المنتجات، يكون البائع الحاذق قد التقط سريعا رغبة «الفرجة» لدى المصطاف، والتى تحمل داخلها رغبة «الشراء» والاستهلاك وامتلاك صنوف الكرنفال المختلفة، وفى سرعة البرق يكون قد عرض المنتج على «الزبون» وأقنعه به وجذب الطفل إلى ما لديه من ملبوسات مطبوعة بشخصية «كورومبو» المحببة أو بألعاب الشاطئ، التى لا غنى عنها فى المصيف. إنه المواطن الدمياطى الفريد من نوعه الذى عمل فى الحلويات والألبان، ومن قبلهما فى الأثاث، الذى نجح فى تصديره بكثافة إلى إيطاليا وشارك به فى معارض الأثاث الدولية واستطاع أن يجعل من محافظة شمال الدلتا أغنى محافظة فى الجمهورية وفقا للأمم المتحدة، هو المواطن الذى أشاد به رئيس الجمهورية فى إحدى جولاته قائلا «يا ريت كل المواطنين يكونوا دمايطة»! وسط هذا العرض اللافت، يصبح البطل هو الصورة الفوتوغرافية، التى تسجل أسعد اللحظات وتحقق حلم كل مصطاف فى أن يظهر فى ملابس الفارس المغوار أو المرأة البدوية ممتطية الجواد المزركش بينما الأمواج الزرقاء تجمل خلفية الصورة. يتبارى المصورون فى تجميل الفرس المختار أو عربة الحنطور التى سيركبها رواد الشاطئ، ويتفننون فى تقديم الزى الذى يجذب المصطافين ليظهروا فى صورة بعيدة عن حقيقتهم، فى أزياء تاريخية أو من ثقافات أخرى. يضع هشام أحد المصورين الجائلين قبعة رعاة البقر، وتتدلى الكاميرا من رقبته ويعلق لافتة كتب عليها «فلاش هشام عبده» أستاذ الخدعة الفنية، يعلم كيف يجذب المصطافين ليحصلوا على صورة تذكارية فريدة فى مقابل ثلاثة جنيهات. يقول معلقا على منافسة هذا الاستوديو المتنقل لكاميرا الموبايل: «لن يستطيع حامل الموبايل أن يعطيك نفس جودة الصورة التى ألتقطها كمصور محترف، ولن يستطيع أن يوفر الجو العام الذى أوفره والخدعة البصرية التى أحققها».