في الوقت الذي تكرر فيه مداهمة قوات الأمن المركزي لجامعة القاهرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وإلقاء قنابل الغاز المُسيل للدموع داخل أسوارها، وذهاب الطالب إلى جامعته ليخرج منها في عربة الترحيلات أو الإسعاف أيهما أقرب، تطفئ الجامعة اليوم 105 شمعة في كعكة ميلادها. «خير هدية أقترح تقديمها إلى الوطن العزيز هي تأسيس كلية تجمع أبناء الفقراء والأغنياء بحد سواء» من كلمة مصطفى كامل عن الجامعة - 24 سبتمبر 1906 كانت الجامعة هي الهدية التي قدّمها عدد من المستنيرين قبيل ثورة 1919 لمصر، حسب ما ذكره "كامل" في حديثه عن الجامعة، قبل أكثر من قرن. وقد بدأت من هذه الفكرة وضع أول حجر أساس للصرح العلمي المُسمى ب "الجامعة الأهلية العربية" -لتحجز مقرًا هو الأن أيضًا صرحًا علميًا ولكنه ليس أهليًا عربيًا- فقد بدأت الجامعة عملها بمقر الجامعة الأمريكية الحالي، واستأجرته آن ذلك بمبلغ 400 جنيه للسنة. واحتفلت مصر بافتتاح هدية مصطفى كامل لها في القاعة الرسمية بمجلس شورى القوانين، يوم الاثنين 21 ديسمبر 1908 الموافق 27 ذي القعدة 1326 هجريًا، لتبدأ في تحقيق حُلم "جرجي زيدان" حين قال "نحن في حاجة إلى مدرسة.. كلية، تعلم العلوم العالية يتولى أمرها رجال يتخذهم التلامذة قدوة". وبينما نحيي ذكرى العيد الخامس بعد المائة لأول جامعة مصرية، فلن ننسى الجامعة بعيد احتفالها بعيد ميلادها الخمسين حين حضر الحفل الرئيس "جمال عبد الناصر" ليقول "جئت اليوم لأني أريد أن أحمل الجامعة أمانة المستقبل، فإن العلم والفكر يسيران إلى الأزل من غير حد أو نهاية. وفقكم الله".