«الكلسون مثل الصديق الوفى، لا أحد يدرك دوره ولكنك وحدك تشعر بالدفء». الجملة ترددت على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الشارع المصرى كثيرا هذه الأيام، وعبرت عن معاناة المصريين فى مواجهة موجة البرد التى تشهدها البلاد حاليا، وانعكست فى زيادة مبيعات «الكلسون» بشكل ملحوظ. فبالرغم من أن العولمة تحكمت فى اختيارات الشباب للملابس الداخلية فى السنوات الماضية، وتأثر الكثيرون منهم بإعلانات الملابس الداخلية التى يقدمها أهم نجوم الرياضة الأوروبية مثل رونالدو ونيمار، إلا أن موجة البرد الآتية أيضا من أوروبا ردت الشباب المصرى إلى أصوله، ليعود إلى استخدام الملابس الداخلية التقليدية لحماية أجسادهم من الصقيع. «الكلسون استثناء، سوقه ماشى، على الرغم من أن سوق المنسوجات واقف وحركة البيع فيه تراجعت 60% عن العام الماضى»، هكذا قال لويس عطية، رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية بالإسكندرية، ثانى أهم المدن المصرية، والتى ضربتها موجة البرد بقوة، مما أدى إلى ضعف حركة البيع والشراء لأن «الناس قاعدة فى بيوتها من البرد». وأشار عطية إلى أن الكلسون شهد رواجا، على عكس الملابس الجاهزة الأخرى «70% منها بواقى من العام الماضى». ولا يختلف الوضع فى الإسكندرية عن باقى محافظات الجمهورية، حيث قال يحيى زنانيرى، رئيس جمعية مصنعى ومنتجى الملابس الجاهزة، إنه تم بيع 15% فقط من البضاعة المطروحة للموسم الشتوى قبل بداية الموجة الباردة، نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن، إلا أن الموجة الأخيرة، ساهمت فى تحريك الطلب على «البطاطين والجاكتات والبلوفرات. وأتوقع أن يتم بيع 50% من البضاعة هذا الشتاء»، وفقا لزنانيرى. واعتبر زنانيرى أن البرد انعكس أكثر على الإقبال الملحوظ على «الكلاسين» لأن «الناس فى الغالب تمتلك احتياجاتها من الغيارات الداخلية». وقامت «الشروق» بجولة لمعرفة أسعار الكلسون فى الأسواق ودرجة رواجها، وأكد العاملون بمحال «جيل» و«قطونيل» و«التوحيد والنور» أن هناك زيادة ملحوظة فى مبيعات الكلسون، حتى إن الكمية المعروضة منه نفدت فى منفذ «قطونيل» فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز، وقال على، مدير الفرع، إن هناك كمية أخرى فى الطريق. وتنوعت أقمشة وخامات وألوان «الكلسون» المعروض فى المحال، ما أثر على تفاوت أسعاره بشكل كبير، حيث تباين سعر الطقم «بنطلون وفانلة» من 53 جنيها للطقم الصوف الأقل جودة، و90 جنيها فى المتوسط للقطن، ليصل إلى 120 جنيها للطقم من الصوف عالى الجودة