«أنا زي أي أم كان نفسها تشوف ابنها في بدلة الفرح، بس هم نيموه في التراب من بدري»، هكذا بدأت الحاجة فاطمة والدة الشهيد مصطفى حلمي السيد، روايتها الممزوجة بالبكاء، عن كابوس رأته في ليلة الجمعة 16 ديسمبر منذ عامين، قابلت فيه سيدة أخذت تصرخ في وجهها عندما رأتها «ابني مات!». تقول، إنها "استيقظت ولم تكن تعلم أين مصطفى في هذه اللحظة، وظلت تبحث عنه أربعة أيام متتالية في ميدان التحرير والشوارع حتى قابلتها فتاة عرفته من صورته التي عرضتها عليها، حينها احتضنتها وقالت لها «ابنك مات الله يرحمه»". تتابع الحاجة فاطمة التي تنهي كل جملة من حديثها بكلمة «عايزة القصاص»، أنها ذات مرة دخلت على فقيدها غرفته ووجدته يبكي، وعندما سألته عن سبب بكائه أخذ يعرض عليها صور الكثير من الشهداء على شاشة الكمبيوتر، وهو يقول «شوفي قد أيه ماتوا»، فأخذت تبكي معه حتى أغلق الجهاز ليوقف بكاءها. وأضافت والدة الشهيد مصطفى حلمي السيد، «أنا لسه مش مصدقة إن ابني مات.. ولسه بدور عليه في الشوارع لحد دلوقتي.. ولي أمنية بسيطة الآن، هي أن يطلق اسم ابني على أحد الشوارع أو المدارس تخليدًا لذكراه». مرسي أخفى تقرير تقصي الحقائق: أما ريهام، شقيقة الشهيد رامي الشرقاوي، فتقول، إن "المرة الأخيرة التي شاهدت فيها شقيقها كانت يوم الجمعة في منزلهما بالشرقية، عندما سمع عن اشتعال الأحداث أمام مجلس الوزراء جمع ملابسه وسافر إلى القاهرة ليتبين الأمر". وأضافت: «رامي كان شغال في شركة ترجمة في القاهرة وكان مرتبه كويس.. بس كان حريصا على المشاركة في كل الاعتصامات بعد الثورة». تتابع ريهام، أن "قضية رامي كان بها شاهد رأى الضابط الذي قتله وهو مهند سمير، والذي قدم شهادته بعد الواقعة بتسعة أشهر لأنه كان محبوساً بتهمة حرق المجمع العلمي، مع أنه كان مقبوضًا عليه قبل الحادثة بأيام". ريهام كانت عضوا في لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس السابق محمد مرسي، وعملت ضمن الفريق المتخصص في أحداث مجلس الوزراء موضحة: «عندما خرج تقرير اللجنة اختفى، ومحدش قادر يعرف مصيره لحد دلوقتي.. النسخة الوحيدة منه اتبعتت لمرسي، بس هو والنائب العام رموه في الدرج» -حسب قولها-. كل يوم تنشر صورة لشقيقها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مرفقة بعبارات الوداع ووعود باستعادة حقه، لكن أكثرها ألما كان تلك الصورة التي نشرتها برفقة كلمات الراحل أحمد فؤاد نجم التي كتبها لجيفارا «عيني عليه ساعة القضا من غير رفاقه تودعه.. يوصل أنينه للفضا يزعق ولا مين يسمعه.. يمكن صرخ من الألم من لسعة النار في الحشا.. يمكن ضحك أو ابتسم أو ارتعش أو انتشى». تقول ريهام، إنها "رفعت مع زوجة الشيخ عماد عفت ووالد الشهيد علاء عبد الهادي ووالد أحمد منصور، قضية ضد الرئيس محمد مرسي، للمطالبة بمحاكمة طنطاوي وعنان لتسببهما في مقتل ذويهم، لكن مرسي قام بتكريمهما، مشيرة إلى أن «الجاني هو الذي يجمع الأدلة» -حسبما قالت-. أما كريم شقيق الشهيد أحمد منصور، فيقول إن «أخيه كان ذاهبًا لحضور محاضرة في كلية السياسة والاقتصاد، وبعدها توجه إلى التحرير ليشاهد ما حدث، وهناك تلقى رصاصة أدت إلى مصرعه»، موضحًا أنه «ينتظر ظهور تقرير تقصي الحقائق، علشان العدالة تتحقق» -حسب قوله-.