بعد انتظار وترقب، استقبلت أرفف المتاجر يوم الجمعة الماضى 15 نوفمبر جهاز الألعاب الجديد من شركة سونى «بلاى ستيشن 4»، فى الوقت الذى يلحق به هذا الأسبوع غريمه جهاز «إكس بوكس وان» من مايكروسوفت اللذين ينتميان للجيل الثامن من أجهزة ألعاب الفيديو، وهو ما يعد الحدث الأهم فى عالم ألعاب الفيديو قبل نهاية 2013. عصر جديد لأجهزة الألعاب ظلت منصات الألعاب هى قلب الصناعة لسنوات طويلة، ولكن الأجهزة الجديدة «بى إس 4» و«اكس بوكس وان» سيدخلون ساحة أعادت الأجهزة اللوحية والتليفونات المحمولة وفيس بوك تشكيلها، ممن يتيحون جميعا ألعاب أكثر بأسعار أرخص. ولا شك أن تأثير التليفونات المحمولة على مبيعات أجهزة الألعاب التقليدية حقيقى وملموس، ولهذا فإن القائمين على هذه الصناعة ينظرون بترقب للجيل الجديد من الأجهزة من سونى ومايكروسوفت ونينتندو، ليروا إمكانية احتفاظهم بمكانتهم لسنوات قادمة أم لا. معظم الخبراء يتوقعون بداية قوية للجهازين، لأسباب منها احتياج اللاعبين المحترفين ممن لا يأبهون لدفع المزيد من النقود للحصول على أجهزة أقوى وأسرع وأكثر امكانية، فقد مضت سبع سنوات منذ أطلقت سونى آخر جهاز ألعاب لها «بى إس 3»، وثمانى سنوات منذ أطلقت منذ فعلت مايكروسوفت نفس الشىء، وهو وقت طويل كفاية لوجود الحاجة للتجديد. ولجذب المزيد من المستخدمين لأجهزتها الجديدة، تحاول كلتا الشركتين اضافة مزايا ترفيهية جديدة مثل الفيديو، ولكنها تحظى بمنافسة كبيرة فى هذا المجال من أجهزة أرخص سعرا بكثير. كلتا الشركتين اضافت الكثير من القوة والسرعة على جهازها، لتحسين دقة الرسوميات وجعلها أكثر واقعية، ورغم أن اكس بوكس أغلى بمائة دولار عن بى اس 4، إلا أن هذا الفرق يتم تعويضه فى جهاز «كونكت» الملحق بالجهاز والذى يضيف تجربة إضافية فى اللعب باستخدام الجسم كله بدون ذراع تحكم. ورغم انتقاد البعض للسعر المبالغ فيه لاكس بوكس وان، إلا أن المسئولين بمايكروسوفت يقولون ان هذا السعر يتناسب مع امكانيات الجهاز الذى يمكنه مثلا التعرف على شخصية اللاعب بمجرد وقوفه أمام جهاز التليفزيون فيظهر له قائمة الألعاب الخاصة به، كما يوفر قائمة كبيرة من البرامج التليفزيونية التى يمكن التنقل بينها باستخدام الأوامر الصوتية. «بلاى ستيشن 4» بين يديك يبدو «بى إس 4» وكأنه خرج من شركة آبل وليس من سونى، بتصميمه البسيط الأسود بالكامل بدلا من الأبيض، وبتصميمه العملى بالبسيط، الذى يجمع كل الأزرار والمقابس فى مكان واضح فى مقدمة الجهاز، أما ذراع التحكم الجديدة «دوال شوك 4» Dual Shock 4 فإنها لا تبدو بنفس درجة بساطة الجهاز، إذ تبدو زاخرة بالكثير من التفاصيل مقارنة بالذراع القديمة، إذ إنها أكثر راحة وعملية، وخفيفة الوزن ومصممة لتبقى مستقرة فى اليدين، ونرى بها تفاصيل مثل السماعة المدمجة التى يأتى صوتها عاليا وواضحا بالرغم من صغر حجمها، وتحتل اللوحة اللمسية جزءا كبيرا من الذراع بين أزرار الاتجاهات وأزرار اللعب. وبالنسبة للذين اشتروا الكاميرا الاضافية مع الجهاز بسعر 60 دولارا، فبإمكانهم توجيه ذراع التحكم فى اتجاه الكاميرا، حيث تتبع الكاميرا موقع ذراع التحكم، بالإضافة لميزة استشعار الحركة فى ذراع التحكم نفسه، بحيث يشعر إن كان مائلا لليمين أو اليسار، للأمام أو للخلف، مما يصنع تجربة لعب أكثر امتاعا وسهولة. تصفح قوائم الجهاز سهل جدا، بعد انشاء حساب جديد على نظام التشغيل، حيث يتم تحويلك لصفحة شخصية تحتوى على الألعاب التى لعبتها مؤخرا، ونشاط المستخدمين الآخرين الذين تضيفهم كأصدقاء. كما يمكنك تنزيل تحديثات لنظام التشغيل وتنزيل ألعاب جديدة من صفحتك مباشرة، ويمكن أن يستمر التنزيل حتى أثناء عدم استخدامك للجهاز فى وضعية الاستعداد، أو يمكنك ضبطه ليعمل فى أى وقت من أجل تحديث النظام وتنزيل الألعاب. بالإضافة لذلك بات تطبيق «بلاى ستيشن» متاحا على التليفونات الذكية العاملة بأندرويد وآى أوه إس، حيث يمكنك شراء وتنزيل الألعاب فى أى وقت. الجهاز نفسه أسرع وأقوى من سابقه «بلاى ستيشن 3» بعشر مرات، بحيث تظهر الألعاب بشكل أفضل كثيرا، بكل تفاصيلها، ولا تتعرض للبطء أو الخلل أثناء اللعب مثل السابق، خاصة الألعاب ذات الرسوميات العالية. أما الألعاب فقد استفادت من تطور الجهاز وحصوله على مستشعرات الحركة فى أذرع التحكم، واللوحة اللمسية، حيث يمكنك الحصول على أسلحة معينة على لعبة مثل «Kill Zone» بمجرد مسحة على اللوحة اللمسية، ويتم تحميل الألعاب آلياً على القرص الصلب للجهاز البالغة سعته 500 جيجابايت بمجرد وضع وضع الاسطوانة فى الجهاز، وتحتاج لدقيقتين فقط لتشغيل اللعبة، ولكن مع وجود ألعاب تحتاج لمساحة ذاكرة كبيرة تصل إلى 30 جيجابايت يمكن للقرص الصلب الامتلاء بسهولة، مما يجعل متابعة مساحة التخزين المستخدمة مسألة مهمة. ومن أهم الألعاب المتاحة لجهاز «بلاى ستيشن 4» حالياً Killzone Shadow Fall، Knack، Resogun، Assassin.s Creed IV، Call of Duty: Ghosts، Battlefield 4. وبالرغم من عدم وجود تحديث ثورى فى الجهاز إلا أنه مليء بالتحسينات الصغيرة، مثل رسومات أفضل وذراع تحكم محسّنة، مما يجعل تجربة اللعب عبرها أفضل بكثير، ولكن هل هذا كاف لجعل الجهاز رقم واحد فى السوق، لن نعرف ذلك قبل الاطلاع على الجهاز المنافس «اكس بوكس وان» عندما يتم اطلاقه فى الثانى والعشرين من الشهر الحالى. الموقع الرسمي: us.playstation.com / ps4