أيام قلائل تفصلنا عن الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، التي وقعت في 19 نوفمبر 2011، حيث قامت قوات الأمن بفض اعتصام أهالي شهداء الثورة والمصابين بميدان التحرير بالقوة، ما أدى إلى نشوب اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين، اتهمت على إثرها «منظمة العفو الدولية» المجلس العسكري بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان، فاقت الانتهاكات التي إرتكبها نظام مبارك. الذكرى الأولى «ممنوع دخول الإخوان»: جاءت الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود بعد تسلم الرئيس المعزول محمد مرسي السلطة بأربعة أشهر، وعلى الرغم من أن غضب القوى الثورية وقتها كان منصبا على المجلس العسكري السابق ووزارة الداخلية، إلا أن هذا لا يمنعها من نصب لافتة كبيرة على مدخل شارع محمد محمود، تحمل شعار «ممنوع دخول الإخوان»، حيث حملت هذه القوى جماعة الإخوان المسلمين جزءا من المسؤولية، بسبب عدم مشاركتها أومساندتها للمتظاهرين وقت اندلاع الأحداث، بالإضافة إلى تكريم الرئيس المعزول محمد مرسي المشير حسين طنطاوي، والذي اعتبرته القوى الثورية المسؤول الأول عن قتل المتظاهرين. الذكرى الثانية «يسقط كل من خان»: تأتي الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود هذا العام، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، وحالة توتر تعيشها الببلاد، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وفي ظل اعتقالات واسعة لأعضاء جماعة الإخوان، على خلفية مشاركتهم في أحداث العنف. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن معظم القوى السياسية، قررت المشاركة في الذكرى الثانية، وعلى رأسها حملة «كمل جميلك» المؤيدة للفريق عبد الفتاح السيسي، التي دعت للمشاركة لإحياء ذكرى شهداء الثورة ودعم القوات المسلحة، بالإضافة إلى «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، وهو ما استنكرته معظم القوى الثورية التي شاركت في أحداث محمد محمود، حيث نظمت «جبهة طريق الثورة» سلاسل بشرية، للدعوة إلى المشاركة في إحياء ذكرى محمد محمود، رافعة شعار «يسقط كل من خان». وعبرت بعض القوى السياسية عن موقفها هذا من خلال عدة أسباب: «ليس من حق رموز الثورة المضادة تدنيس الشهداء وذكراهم» علق مصطفى النجار، الناشط السياسي وعضو مجلس الشعب المنحل، على نية جماعة الإخوان المسلمين، وبعض ممن وصفهم برموز الثورة المضادة، للنزول لإحياء ذكرى محمد محمود، قائلا: «ان نزول من قتلوا الشهداء ومن هللوا لقتلهم ومن قالوا عليهم بلطجية هو بصق على أرواح الشهداء وازدراء لهم، أوقفوا هذا الابتذال ولا تفضحوا أنفسكم». واستنكر النجار في تدوينة له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»، دعوات من وصفهم ب«إعلاميي لاظوغلي» للمشاركة في الذكرى، متسائلا: «كيف سيحتفل هؤلاء بمن يرونهم خونة ونكسجية وعملاء؟»، مضيفا: «ليس من حق أعداء الثورة ورموز الثورة المضادة تدنيس شهدائنا وذكراهم». «السيسي جاب طنطاوي وقعده جنبه في احتفالات أكتوبر» استنكر أحمد حرارة، الناشط السياسي وأحد مصابي أحداث محمد محمود، نية بعض الحركات المؤيدة للفريق عبد الفتاح السيسي ومن وصفهم ب«المواطنين الشرفاء» للنزول لإحياء ذكرى محمد محمود، قائلا: «عايزين يستفزونا وينزلونا مع المواطنين الشرفاء اللي بيحبوا السيسي». وتساءل حرارة في تصريحات لبرنامج «آخر النهار»، الذي يُعرض على فضائية «النهار»: «مش السيسي ده اللي جاب طنطاوي وقعده جنبه في احتفالات 6 أكتوبر؟»، مضيفا: «السيسي اللي موجود دلوقتي في السلطة كان في المجلس العسكري. «اللي حضر محمد محمود مش هيسامح الداخلية والعسكر والإخوان» استنكر عمرو علي المنسق العام لحركة شباب 6 إبريل، في مداخة هاتفية لبرنامج «من جديد»، الذي يُعرض على فضائية «أون تي في لايف»، دعوات التحالف الوطني لدعم الشرعية، للمشاركة في إحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، مضيفا أن الحركة لا يمكن وأن تتحالف مع الإخوان أو تنسق مع التحالف الوطني لدعم الشرعية، موضحا أن الحركة هدفها من المشاركة في هذا اليوم هو إحياء ذكرى الشهداء والتأكيد على ذكرى الثورة، في حين أن جماعة الإخوان لها أهداف آخرى مختلفة تماما. وأضافت الحركة في تدوينة لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»: «اللي حضر جمعة الغضب مش هيسامح الداخلية، واللي حضر مجلس الوزراء مش هيسامح العسكر، واللي حضر الاتحادية مش هيسامح الإخوان، والللي حضر محمد محمود مش هيسامح التلاتة»، مضيفة: «محمد محمود للثوار فقط»، و«يسقط كل من خان».