بلغ محصول الأفيون في أفغانستان مستوى قياسيا هذه السنة حيث زرعت منه مساحة تفوق 200 ألف هكتار، حسبما أفادت منظمة الأممالمتحدة. وجاء في تقرير صادر عن مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة أن حجم زراعة الأفيون زاد بنسبة 36 بالمئة عن السنة الماضية. وقال مدير المكتب في العاصمة الأفغانية كابول، جون لوك ليماهيو، إن من المرجح أن يشهد إنتاج الأفيون ارتفاعا مرة أخرى السنة المقبلة في ظل حالة عدم اليقين التي تحيط بانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان والانتخابات الرئاسية المقررة السنة المقبلة. كما أشار ليماهيو إلى أن الأمر قد يتطلب ما بين 10 و15 سنة للتعامل مع أزمة الأفيون في أفغانستان. وذكر تقرير مكتب الأممالمتحدة أن المساحة الإجمالية لزراعة الأفيون ارتفعت من 154 ألف هكتار إلى 209 آلاف هكتار. وأوضح المكتب أن إنتاج الأفيون ارتفع بنسبة 49 بالمئة ليصل إلى 5500 طن، أي أكثر من الطلب الحالي عليه. وقال مدير المكتب إن زراعة الأفيون يمكن أن تقود إلى إنتاج كميات من الهيروين تفوق الطلب العالمي على هذه المادة المحظورة. وكانت ولايتان أفغانيتان وهما فرياب وبلخ قد أعلنتا سابقا منطقتين خاليتين من الأفيون لكنهما فقدتا هذه الصفة الآن. ودعا المكتب إلى التعامل مع هذه المشكلة "بطريقة شاملة ومتكاملة". فيروس الأفيون وحذر من أنه "إذا لم يتم التعامل مع هذه المشكلة بجدية أكبر من طرف الفاعلين في مجالات المساعدات والتنمية والأمن، فإن فيروس الأفيون سيضعف أكثر فأكثر مقاومة هذا البلد الذي يعاني من مستويات خطيرة من ضعف المناعة لديه بسبب التجزئة والنزاع والمحسوبية والفساد والإفلات من العقاب". لكن المكتب أضاف أن ثمة علامات مشجعة إذ ان الشرطة ضاعفت من جهودها ثلاث مرات في إطار محاربة الأفيون. وتعارضت نتائج التقرير الحالي مع تقرير سابق ذهب إلى أن الإنتاج تراجع بسبب سوء الأحوال الجوية وتفشي الأمراض. وتنتج أفغانستان أكثر من 90 بالمئة من الأفيون على صعيد العالم. ويذكر أن معظم حالات الارتفاع في الإنتاج سجلت في إقليم هلمند حيث يستعد الجنود البريطانيون للرحيل. وكان من ضمن الأسباب الرئيسية لإرسال الجنود البريطانيين إلى أفغانستان القضاء على زراعة الأفيون.