«لا أعتقد أنه سيكون هناك تحكيم دولى بخصوص استرداد الدولة لشركة طنطا للكتان، فنحن نسعى إلى حل المشكلة بطريقة ودية، لم نتلق إخطارا رسميا من عبدالاله الكحكى أو أحد محاميه حتى الآن بشأن وجود قضية تحكيم»، هذا ما أكده وزير الاستثمار، أسامة صالح، فى تصريحات خاصة ل«الشروق». ويضيف الوزير «جلسنا مع المستثمر السعودى خلال الفترة الأخيرة أكثر من مرة وعرضنا عليه بدائل مختلفة للتسوية، منها تعويضات مالية»، إلا أنه رفض الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. ويؤكد الوزير أن الأمر لن يطول حتى تتم التسوية، قائلا: «لا نريد أن نخسر أى مستثمر فى الوقت الحالى، لا سيما إن كان مستثمرا جادا مثل الكحكى، وستسمعون أخبارا سارة خلال الأسابيع القليلة المقبلة». وأصدرت محكمة القضاء الإدارى العديد من أحكام بطلان خصخصة بعض الشركات التى كانت تابعة لقطاع الأعمال العام، من بينها غزل شبين، والعربية لحليج الأقطان، وطنطا للكتان، وعودتهما بصورة نهائية لملكية الشركات القابضة التابعة للدولة. وكان خالد حواش، محامى المستثمر السعودى عبدالإله الكحكى، الذى اشترى شركة طنطا للكتان والزيوت فى إطار عملية الخصخصة، قد أكد فى تصريحات سابقة للشروق، أن الحكومة المصرية لم تفاوض الكحكى حتى الآن على استرداد الشركة، وبالتالى لم يتم الاتفاق على رد ثمن الشراء، والتعويض عن الاستثمارات التى ضخها خلال السنوات الماضية، وهذا ما دفع الشركة للجوء إلى التحكيم الدولى. وكان المستثمر السعودى صاحب شركة طنطا للكتان قد أرسل خطابا إلى كل من وزارة الاستثمار والشركة القابضة للصناعات الكيماوية، قبل صدور الحكم، يطالب فيه باسترداد 83 مليون جنيه، تمثل مجمل ما تم دفعه للدولة، مقابل التنازل بشكل نهائى عن الشركة وإنهاء المفاوضات مع الحكومة المصرية. وقال المحامى إنه بدأ بالفعل فى خطوات اللجوء إلى التحكيم الدولى، وأرسل الطلب، ولكن الأوراق لم تكتمل بسبب عدم حصوله على الصيغة التنفيذية للحكم. «الكحكى حريص على الإبقاء على علاقات جيدة معنا، لا سيما أن له مشاريع عديدة فى مصر، ويجب علينا نحن أيضا كحكومة أن نحرص على ذلك، فالاستثمارات، بصفة خاصة العربية، مهمة خلال الفترة القادمة»، يقول صالح. وحرص الوزير على التأكيد «نحن لا نعلق على قرارات القضاء، ولا نعترض عليها، ولكن تجب موازنة العلاقات الخارجية، ولذلك فنحن على اتصال مستمر مع المستثمرين الذين تضرروا أخيرا من قرارات القضاء». وكان عبدالإله الكحكى قد اشترى العديد من الشركات فى إطار الخصخصة، من أهمها شركة طنطا للكتان، وشركة نوباسيد للأدوية