أعربت مصادر دبلوماسية غربية في الأممالمتحدة عن دهشتها من موقف المملكة العربية السعودية بالاعتذار عن العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن. وقال أحد المصادر، في اتصال مع الشروق عبر الهاتف من نيويورك، إن «المندوب السعودي لدى الأممالمتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي تلقى التهاني وشارك الحضور التصفيق بعد الإعلان عن تخصيص المقعد للسعودية». ويعتقد المصدر نفسه، أن السفير "فوجئ" بالقرار القادم من الرياض، خاصة وأنه أدلى بتصريحات صحفية عن دور السعودية القادم في مجلس الأمن. ومن جانبه، قال «المعلمي» في تصريحات نقلتها جريدة الرياض السعودية عقب إعلان فوز السعودية بالمقعد، إن «المملكة ستعمل من خلال هذه المسؤولية الجديدة للإسهام في الأمن والسلم الدوليين وانتخابنا اليوم انعكاس لسياستنا طويلة الأمد في دعم الوسطية وحل الخلافات بالسبل السلمية». اختيار أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن عملية معقدة وطويلة، وكما يشرح مصدر الشروق "الاعتذار لا يتسق مع موقف السعوديين الذين قاموا بحملة كبيرة للترويج لأنفسهم للفوز بهذا المقعد على مدار ثلاث سنوات، ولم يبق منافس لهم ضمن المجموعة الأسيوية، وأرسلوا دبلوماسييهم للدراسة حول مجلس الأمن في جامعة كولومبيا ودعموا صفوفهم بالقليل من السيدات لتحسين صورتهم". ولم تخطر الرياض رسميا حتى اللحظة الأممالمتحدة بقرارها الاعتذار؛ احتجاجا على ما قالت إنه "ازدواجية المعايير وعجز المجلس عن اتخاذ قرارات"، بتعبير مصادر الشروق التي ترجح التحول في الموقف السعودي إلى عدم الرغبة في الصدام مع الولاياتالمتحدة داخل مجلس الأمن، خاصة وأن الرياض وواشنطن "على خلاف واضح حول ملف مصر وسوريا". وتضيف "ستكون السعودية ملزمة باتخاذ مواقف معتدلة وتوافقية في العلن مع والولاياتالمتحدة". ويبقى أمام السعودية ثلاثة خيارات إما العودة عن التصريحات "بعد تطمينات غربية رمزية" أو الاحتفاظ بالمقعد دون حضور الجلسات، وهو أمر مستبعد؛ لأنه "ليس هكذا يدار مجلس الأمن ولا يمكن أن يظل المقعد شاغرا لعامين"، أما الطريق الثالث فيقضي بأن تقدم السعودية اعتذارا رسميا وتتم بعده الدعوة لاجتماع جديد للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على اختيار دولة أخرى تمثل آسيا في مجلس الأمن.