سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عن الحقد والشماتة.. السادات في مذكراته: عزيزتي أمريكا.. «نقبك على شونة» (3) في الحلقة الثالثة من سلسلة «السادات الآخر.. العثور على الذات» من التاريخ السري الذي كتبه الرئيس الراحل بخط يده..
على عكس ما انتهت إليه العلاقة بين أنور السادات والولاياتالمتحدةالأمريكية من «تحالف» وصداقة وود؛ كانت البدايات تملؤها الكراهية والحقد، وكثير من الشماتة على ما يصيب أمريكا من أزمات ومصائب، خاصة فى تعليقاته على موقف الولاياتالمتحدة من الرئيس جمال عبدالناصر، ومن بين ما سجله السادات فى يومياته، يقول: الخميس 11/4/1967 - القاهرة تركيز أمريكا الآن موجه لجمال شخصيا وبإصرار.. حملة عند الحكومات العربية فى بيروت وخلافها.. هدفها أن المسئول عن المعركة (النكسة) وفشلها هو جمال عبدالناصر، وقد أفصح بورقيبة (الرئيس الجزائرى) باتفاق وتوجه من أمريكا عن هدف الحملة.. ويصاحب هذه الحملة تشدد عنيف فى موقف أمريكا فى الأممالمتحدة الآن.. ولكن «نقب أمريكا على شونة». بالنسبة للوضع الداخلى فالخطوة التالية للانتهاء من محاكمة المؤامرة يقصد النكسة وموضوع عبدالحكيم، هى إعادة البناء السياسى بما فى ذلك تعديل الدستور، ولا مركزية التنفيذ والحكم المحلى. ويعود السادات للحديث فى نفس الأمر، والتخلص من جمال عبدالناصر فى تدوينة أخرى بعدها بفترة وجيزة، كتب خلالها.. الأحد 29/10، الاثنين 30/10/1967 واضح تماما الآن أن نوايا أمريكا بإصرار، هى التخلص من هذا النظام عن طريق الضغط العنيف لعدم الوصول إلى تسويه، والحل الوحيد الآن هو الحرب، وقد أصبحت أمرا مؤكدا أكثر مما كان الحال فى الأيام الأولى من يونيو. الحمد لله لقد استرددنا أنفسنا تماما.. وستكون الجولة المقبلة حامية بعون الله. إن أمريكا تظن نفسها الإله، وقد أعماها الغرور والغنى والقوة.. برغم ما يصيبها فى فيتنام، ولعله هو أيضا ما يدفعها إلى مواقف التشدد، ولكن أمريكا تنسى أن الله أقوى من كل قوة، وأنه مع الحق، وأن الشعوب لا تقهر أبدا... وسنرى. وعلى ذكر ما تلاقيه أمريكا فى حربها على فيتنام، كتب السادات فى يومياته: 12/2/68 - الهرم إن الهجوم الذى قامت به جبهة تحرير فيتنام منذ أول هذا الشهر ولايزال حتى اليوم، قد مرغ رأس أمريكا فى التراب. وهو نقطة تحول لنا أيضا، برغم تبجح إسرائيل وغرورها.. لقد خسف الله بغرور أمريكا.. ولايزال هذا العام يحمل الكثير.. اللهم لك الحمد. وفى ذكرى المولد النبوى التى حلت فى 8 يونيو من عام 1967، يكتب السادات عن «الذكرى الأولى للأيام الأربعة السوداء التى تبعت النكسة، وانتهت بتنحى الرئيس فى مساء 9 يونيو»، ويسرد السادات ما مرت به البلاد فى تلك الأيام بشىء من الأسى، ولا يستعيد تفاؤله المعروف عنه إلا حين يتناول الأوضاع الخارجية خلال هذا العام، باسطا مساحة كبيرة من تدوينته لما حل بالولاياتالمتحدة من أزمات وكوارث. وقول السادات فى مذكراته: «أما فى المجال الخارجى، فإنه برغم الأيام السوداء التى تلت النكسة وبالذات تحدى يوليو وأغسطس 67، فإن كل شىء سار بعد ذلك فى أحسن مسار... وأروع شىء هو أن لعنة اليهود حلت بأمريكا.. فقد كانت الحكومة الأمريكية من وراء إسرائيل ولازالت إلى اليوم سرا وعلنا فى مواجهة العالم كله، ولو استعرضنا ما حل بأمريكا منذ يونيو 67 إلى اليوم، وبعد سنة فقط، لاتضح مدى ما حل بأمريكا وسيحل.. • كارثة حاملة الطائرات فى فيتنام. • تطور الحرب الفيتنامية أوائل عام 68 إلى مجزرة رهيبة للأمريكان، وتحول ميزان القوى فى هذه الحرب نهائيا لصالح الفيتناميين. • انقسام الرأى العام فى الداخل على جونسون، وتفشى الشغب وظهور بوادر تحلل خطيرة فى المجتمع، وهو ما اضطر جونسون أن يعلن عدم ترشحه. • ثورات الزنوج. • انهيار الدولار لأول مرة فى التاريخ، ونسفت أسطورة قوته ومناعته، وظهور المجتمع الأمريكى على حقيقته. • سقوط المجتمع الأمريكى أمام العالم نتيجة حوادث العنف والاغتيال (مارتن لوثر كينج ثم روبرت كيندى).. وكثير وكثير.. إنها لعنة اليهود، وما لم ينتبه الشعب الأمريكى، فسيشهد فى هذا العام والعام القادم كوارث أكبر ومفاجآت أخطر.
الحلقة الأولي «السادات» يعلن استقلاله في وثيقة «كراسة الزنزانة 54» (1) الحلقة الثانية مذكرات «السادات»: انتحار عبدالحكيم عامر أشجع وأنجح قرار اتخذه في حياته (2)