التقى أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، مساء اليوم بقصر الاتحادية، بعدد من الشباب المنشقين عن الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، الذين يشكلون فيما بينهم حركة باسم "بنحب البلد دي" و"تحالف شباب الإخوان" والذين سعوا لإجراء هذا اللقاء مع مؤسسة الرئاسة لعرض بنود مبادرة أعدوها للمواجهة والمراجعة الفكرية لجماعة الإخوان باسم "فكر وارجع". وقال المسلماني في تصريحات صحفية، إن هذا اللقاء يأتي في سياق المرحلة الثانية من استطلاع آراء ورؤى القوى السياسية وأطياف المجتمع المصري في المشهد السياسي، حيث شملت المرحلة الأولى الأحزاب والحركات الرئيسية التي توافقت على خارطة المستقبل، بينما تشمل هذه المرحلة الجديد وفوداً من شباب الثورة والمنشقين عن الإخوان، وسيكون اللقاء الثاني في إطارها يوم السبت المقبل مع 20 من ممثلي الأئمة والدعاة وشباب الأزهريين بحضور خطيب جامع الأزهر. وأضاف المسلماني، أن الرئاسة منفتحة على الجميع، إيماناً بأن الرئيس المستشار عدلي منصور هو رئيس لكل المصريين، وأن هذه اللقاءات في حقيقتها "جلسات استماع" تمثل تقليداً جديداً في السياسة المصرية للاطلاع على مختلف توجهات القوى المصرية، مشدداً على أن الرئاسة لا تقطع على نفسها خلال هذه اللقاءات أي وعود أو التزامات أو استحقاقات، بل تستمع للآراء والمقترحات فقط. وأكد أنه سيعقد لقاءات تالية مع مجموعات من القوى الثورية غير المنتمية لأحزاب رسمية، حيث وردت إليه وإلى سكينة فؤاد، مستشار الرئيس لشئون المرأة والأسرة، بعض الترشيحات والمقترحات من ممثليها، وسوف تشكل هذه اللقاءات جميعاً دعماً لمؤسسة الرئاسة عند اتخاذ القرارات في الأزمات المختلفة، وتوفيراً للمعلومات عن خريطة القوى السياسية في مصر. وأوضح المسلماني أنه يستقبل مبادرة الشباب المنشقين عن الإخوان بصدر رحب وتقدير شديد، وسينقل تفاصيلها للجهات المعنية، مع التأكيد على أن باب الانضمام للمستقبل مفتوح أمام الجميع فيما عدا من تورطوا في جرائم المال والدم ومن حرضوا على العنف. من جهته، عرض إسلام الكتاتني، أحد المنشقين عن الإخوان، بنود مبادرة "فكر وارجع" قائلاً إنها "تستهدف إعادة تأهيل شباب الجماعة والجماعات الجهادية وإعادتهم إلى الصف الوطني العام، وتقوم على أسس المواجهة الأمنية والفكرية والاقتصادية، ووقف محاولات إرباك المشهد المصري التي تنتهجها الجماعة بالإيعاز إلى قواعدها، بحيث لا تتحول هذه القواعد إلى قنبلة موقوتة من العنف" على حد قوله. ورجح الكتاتني -الذي قال إنه انشق عن الجماعة عام 2002- أن ينقسم أعضاء الجماعة إلى 4 مجموعات، الأولى تنحرف فكرياً وسلوكياً، والثانية ستلجأ إلى العنف، والثالثة ستنزوي عن الساحة نهائياً، والرابعة ستقوم بتصحيح المسار، مؤكداً أن الهدف الرئيسي لمبادرته ليس إصلاح الجماعة بل القضاء عليها نهائياً وتجفيف منابع الانضمام إليها، وأنه عرض المبادرة على عدد من كبار قيادات الإخوان الذين انشقوا سابقاً مثل كمال الهلباوي، ثروت الخرباوي، السيد عبدالستار المليجي، ومختار نوح. وادعى الكتاتني أن التنظيم الخاص المسلح لجماعة الاخوان المسلمين لا يزال يعمل حتي الان بعدما أعاد نشاطه مرشد الجماعة الراحل مصطفي مشهور، وأن معظم أعضاء مكتب إرشاد الجماعة وعلى رأسهم محمد بديع والمهندس خيرت الشاطر وغيرهم كانوا أعضاء فيه. واتهم الكتاتني خلال اللقاء الجماعة بتغييب الشباب المنتمين لها ببث أفكار ومعتقدات غير صحيحة لهم تهدف لتقسيم المجتمع وإشعال الفتنة وتقديس القيادات، مطالباً الدولة بتوفير طرق الدعم اللازمة لتحقيق استراتيجيات المبادرة وهي تقديم خطاب كاشف لعيوب خطاب الإخوان، مثل إيجاد مقر دائم للمبادرة وضمان تعاون أجهزة الإعلام ووزارات التعليم والشباب والأوقاف. كما تحدث عمرو عمارة، الذي قدم نفسه كأحد شباب الإخوان المنشقين عنهم قبل فض اعتصام رابعة العدوية، مدعياً النظام الخاص للجماعة مازال يعمل بقوة ويحاول إعادة إنتاج الجماعة، وقال إن هناك 4 مجموعات تمثل المنشقين عن الإخوان هي "إخوان منشقون، إخوان أحرار، قوم، بالإضافة لتحالف شباب الإخوان الذي حضر أعضاؤه لقاء الرئاسة" وأن هذه المجموعات تستهدف تشكيل حزب في المستقبل تحت اسم "شباب من أجل مصر". بعد لقائه بمنشقي الإخوان: نستمع للجميع ولا وعود لأحد...