• الإخوان تعدوا علينا بالأسلحة البيضاء وكعوب البنادق داخل غرفة بالمسجد • البلتاجى أمر بتعذيبنا.. وتعرفت على بعضهم من خلال • مأمور قسم مدينة نصر: تفاوضنا مع الخاطفين عن طريق رئيس حى شرق القاهرة حصلت «الشروق» على نص تحقيقات النيابة العامة فى واقعة اختطاف أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، لضابط ومندوب شرطة مصر الجديدة، واقتيادهما إلى مكان اعتصام رابعة العدوية وتعذيبهما والشروع فى قتلهما لولا تدخل الأجهزة الأمنية لإنقاذهما. ويتضمن نص التحقيقات أقوال الضابط المخطوف محمد محمود فاروق، 22 عاما، ملازم أول بقسم شرطة مصر الجديدة، حيث قال: «ما حدث أننى كنت ومندوب الشرطة هانى عيد، فى خدمتنا بشارع أبوبكر الصديق، وكان الإخوان ينظمون مسيرة قادمة من منطقة السبع عمارات، متجهة إلى طريق المطار، وكنت أقف ومندوب الشرطة على جانب الطريق على بعد 50 مترا من المسيرة، وفوجئت ب5 أفراد يقتربون منا ومعهم أسلحة بيضاء، وسألونى ماذا أفعل فقلت لهم إننى متجه إلى عملى بشارع هارون فراج». وأضاف الضابط: «فتشونى وعثروا معى على بطاقة الرقم القومى، وعرفوا أنى ضابط شرطة فمنعونى من المغادرة، ثم أمسكوا بمندوب الشرطة معى، وبعدها قاموا بالتعدى علينا بالضرب باستخدم عصى حديدية، وعقب ذلك أوقفوا سيارة أجرة بيضاء اللون ماركة سوزوكى 7 راكب، وأنزلوا الركاب منها وطلبوا من السائق اصطحابنا إلى ميدان رابعة العدوية وركب معنا حوالى 5 أفراد، وعقب وصولنا إلى الاعتصام اصطحبونا إلى غرفة داخل المسجد ومعى مندوب الشرطة. وأضاف: أن الإخوان ضربونا داخل غرفة بالمسجد بكعوب بنادق آلية وعصى حديدية وخشبية فى أماكن متفرقة من الجسم، ثم تعدوا علينا بالأسلحة البيضاء، ولم أتبين الأشخاص الذين تعدوا على داخل تلك الغرفة لأننى كنت معصوب العينين، لكن عرفت أن شخصا بينهم اسمه محمد الزناتى». وأكد: «فوجئت بشخص يفك العصابة من على عينى وقال لى: أنا رئيس حى شرق مدينة نصر، وأثناء فك قيودنا فوجئت بشخص يطلب من رئيس الحى أن يصطحبنا إلى الميدان مرة أخرى، ولم يسمح لنا بالمغادرة حتى يأمر القيادات، ثم تعدوا علينا بالضرب مرة ثانية باستخدام الأسلحة البيضاء، وقاموا بربطى ووضعى على سرير». وأشار إلى أنه بعدها بفترة سلمونا إلى شخصين وطلبوا منهما أن يلقيا بنا بعيدا عن ميدان رابعة، وبعدما حدث ذلك اصطحبنا زملاؤنا من ضباط الشرطة وركبنا سيارة كان بداخلها رئيس مباحث قسم السلام، ومدينة نصر وذهبنا لمستشفى الشرطة». وعندما استفسرت النيابة منه عمن استوقفه فى الشارع وما الحالة التى كان عليها فى تلك اللحظة قال الضابط: «كنت أقف على الرصيف من الناحية اليسرى مرتديا ملابس ملكية ومعى مندوب الشرطة، ولم تكن معنا أى أسلحة، واستوقفنا شخصان ممتلئان ولهما لحى كبيرة وفتشانا ولم يعثرا معنا على شىء سوى البطاقة وسألانا عن سبب تواجدنا فقلت إننى أعمل فى إحدى الكافتريات ومتجها إليها والبطاقة كان مكتوبا فيها المهنة «طالب» لأنها قديمة لم أقم بتحديثها. وأضاف: كانا يقولان عنى أمن دولة وقاما بالتعدى علىَّ بالضرب باستخدام عصى حديدية خشبية، واستمر ذلك لأكثر من 15 دقيقة، واصطحبانى إلى طريق أبوبكر الصديق. وأوضح: اصطحبانا إلى ميدان رابعة ووضعانا فى غرفة بالطابق الأول فوق الأرضى بالمسجد، حتى جاء شخص يدعى محمد الزناتى، كنت قد شاهدته أكثر من مرة وكانوا يتعدون علينا بالضرب بالعصى الحديدية ويضربوننى فى رقبتى ووجهى وذراعى وأنحاء جسمى المختلفة، وقالوا لى إنهم يضربوننى بناء على تعليمات الدكتور محمد البلتاجى. ووصف الضابط المتهم محمد الزناتى قائلا: هو شخص عنده حوالى 45 عاما، وشعره أبيض ولديه لحية، وقام بعصب عينى باستخدام رباط شاش، ووضع فوقه «لزق» أبيض اللون، وقيد يدى ورجلى باستخدام قطن لف حوله «شاش»، وقال «علشان ده ميعلمش فى جسمه». وأضاف: ثم قام بربط مندوب الشرطة بنفس الطريقة وقاموا بوضعنا وآخرين على سرير منفصل وكانت وجوهنا للسرير وظهورنا لهم وقاموا بالتعدى علينا بالضرب باستخدام أسلحة بيضاء فى أنحاء متفرقة من الجسم. وسألت النيابة المجنى عليه عن قصد الجناة من الاعتداء عليهما بهذه الطريقة فرد قائلا: قصدهم قتلنا، وكانوا يقولون لنا أنتم قتلكم حلال، وأنتم قتلتوا الأطفال وهم يصلون، وكان أحدهم يقول لى أنت ستموت ودمك حلال. وعن الإصابات التى تعرض إليها قال: كان فيه خدوش فى رقبتى وكان الطبيب الميدانى هو المسئول عنها لأنه تعدى على أكثر من مرة بسن مطواة قرن غزال عن طريق توجيه السن إلى رقبتى عدة مرات، هذا بالإضافة إلى تعديه على فى أماكن متفرقة من الجسد منها وجهى. وقال بعدما ضربونا أحضروا لنا شخصا ادعى أنه الدكتور محمد البلتاجى، لكنى لم أتمكن من تحديد ملامحه، وتحدث معنا بعض الوقت. وعن مضمون الحوار قال المجنى عليه: سألنى هذا الشخص عن وظيفتى وماذا كنت أفعل بالقرب من المسيرة، فقلت له أنا ضابط شرطة بقسم مصر الجديدة، وطلب منهم أن يتركونى فاصطحبونى فى سيارة لم استطع رؤية أرقامها لقيامهم بتغطيتها بكيس أسود، ثم رفض المعتصمون إخراجنا من الميدان فعدنا مرة ثانية إلى الغرفة وتعدوا عليا بالضرب وقيدونى مرة أخرى ثم اقتادونى سيرا على الأقدام داخل اعتصام رابعة وتعدوا على بالأسلحة البيضاء ثانية. وأضاف: أمرهم محمد الزناتى أن يلقوا بى خارج منطقة رابعة بعد التعدى على واصطحبونى بسيارة إلى خارج الاعتصام ثانية، وتم إخراجى فى سيارة كان فيها رئيس حى شرق القاهرة، وبعدها تم تسليمى لضباط شرطة خارج نطاق الاعتصام وسط شتائم وتعدٍ من أنصار الإخوان. وقال: أنا شاهدت بحوزتهم أسلحة بيضاء عبارة عن مطاوٍ وعصى حديدية وخشبية، وكان بحوزة بعضهم أسلحة نارية، مضيفا أنه شاهد أحدهم على قناة الجزيرة وعرف أن اسمه محمد عزت، وكان من بين من تعدوا عليه، موضحا أنه رأى المتهم محمد الزناتى والمتهم عبدالعظيم محمد قبل تغطية عينيه، خاصة الزناتى لأنه شاهده على قناة الجزيرة باعتباره المسئول عن المستشفى الميدانى وصوته كان مألوفا بالنسبة له. وعما ذكره الضابط المجنى عليه أنه سمع حوارا دار بين من سلموه ومن تسلموه من ضباط الشرطة، وأن الحوار دار بين محمد الزناتى والرائد هانى أبو علم، وأنه خاف على حياته أثناء سماعه هذا الحوار فحاول أن يوقع بنفسه على الأرض، ثم تركوهما هو والمندوب هانى ومشيا مسافة تقريبا 100 متر.. «فى الوقت نفسه همس فى أذنى أحد الأشخاص وقال أنا الرائد هانى أبو علم وبعدها تم تسليمنا لضباط الشرطة». وواجهته النيابة قائلة: ما رأيك فيما قرره النقيب محمد ثروت ووائل شعيب رئيس حى شرق القاهرة من أنه لم يدر أى حوار بين القائمين بتسليمك والقائمين بتسلمك؟، فرد الضابط كنت معصوب العينين ومعى المندوب لكنى سمعت حديثا بين محمد الزناتى، وطرف آخر لا أجزم أنه الرائد هانى أبو علم إلا أن الصوت كان قريبا من صوته. أقوال مندوب الشرطة وفى شهادته قال المجنى عليه الثانى هانى عيد سعيد، 37 عاما مندوب شرطة بقسم مصر الجديدة: إن ما حدث هو أنى والضابط كنا نراقب المسيرة الإخوانية القادمة من السبع عمارات المتجهة إلى المطار، ووقفنا على بعد 50 مترا تقريبا، وتوقف عدد من المتظاهرين عندنا وتعدوا علينا بالضرب باستخدام مواسير حديدية وقاموا باختطافنا واصطحابنا فى سيارة سيزوكى إلى رابعة العدوية، وأدخلونا فى غرفة داخل مسجد رابعة العدوية، وقام محمد الزناتى بربط يدى ورجلى بشاش وبعدها تعدوا علىَّ بالضرب، ومعى الضابط محمد فاروق، وبعدها اصطحبونا إلى خارج الاعتصام إلى أن جاء ضابطان وقاما باستلامنا وإيصالنا إلى مستشفى الشرطة لتلقى العلاج. شهود الإثبات وقال مصطفى عبدالحميد، 52 عاما، مأمور قسم شرطة أول مدينة نصر، إن ما حدث أنه فى يوم الاثنين 22 يوليو تقريبا فى الحادية عشرة مساء تم إخطارنا باختطاف معاون مباحث بقسم مصر الجديدة ومعه مندوب شرطة، وتجمع عدد كبير من الضباط والقيادات الأمنية فى مكتبى بمقر القسم لمتابعة الحالة واتخاذ اللازم لتحرير المختطفين. وأضاف: أجرينا اتصالات عديدة لتحرير المجنى عليهما، واتصلنا برئيس حى شرق القاهرة الذى يعتبر أحد كوادر الإخوان، وقرر أنه سيذهب لاعتصام رابعة ويجرى المفاوضات لتحرير المجنى عليهما. وأكد: بعدها تلقيت مكالمة من رئيس الحى وائل شعيب وقال لى إن المفاوضات قد نجحت وأنه سيصطحب المجنى عليهما إلى قسم مدينة نصر ثم تلقيت اتصالا آخر منه قال لى إنه فشل فى الخروج بالمجنى عليهما من الاعتصام لاعتراض المعتصمين على خروجهما، وبعدها تلقيت اتصالا من شعيب يخبرنى بأن المفاوضات أوشكت على الانتهاء، وطلب منى أن أذهب إلى محيط الاعتصام لاستلام المجنى عليهما. وأضاف: انتقلت ومعى بعض الضباط إلى محيط الاعتصام وعندما وصلنا وجدنا أناسا كثيرين ومعهم الضابط المختطف ومندوب الشرطة، وكانت أيديهما مربوطة واستلمناهما ونقلناهما إلى المستشفى. • رئيس حى شرق فى تحقيقات النيابة:توسطت بين الشرطة والمعتصمين شعيب: تدخلت لتحرير الضابط ومندوب الشرطة.. وملتحون منعوا خروجنا أقر وائل شعيب، رئيس حى شرق مدينة نصر، فى تحقيقات النيابة بأن معتصمى ميدان رابعة العدوية اختطفوا ضابطا وأمين شرطة وتعدوا عليهما بالضرب، وأنه توسط بين الشرطة والمعتصمين لإخراج المختطفين من الاعتصام، ونفى فى الوقت ذاته وجود أسلحة فى مقر اعتصام مؤيدى الرئيس السابق محمد مرسى، الذى استمر ما يقرب من شهرين. وأضاف شعيب فى التحقيقات أن مأمور قسم شرطة مدينة نصر اتصل به طالبا مساعدته بعد اختطاف اثنين من أفراد الشرطة بقسم مصر الجديدة أثناء تأدية عملهما من قبل المعتصمين فى ميدان رابعة العدوية، لكونه عضوا بحزب الحرية والعدالة. وكشف شعيب أنه انتقل لميدان رابعة العدوية، وطلب مقابلة المسئولين عن الاعتصام لمناقشة أمر المختطفين، وانتظر أمام المستشفى الميدانى إلى أن جاء شخص ومعه الضابط وأمين الشرطة مقيدى اليدين ومعصوبى العينين وحاول الخروج بهما من داخل الاعتصام إلا أن بعض الأفراد التابعين للجماعة الإسلامية منعوه، ثم سمحوا له بالخروج بالمختطفين بعد نقاش. ويبين شعيب أنه عند وصوله إلى طيبة مول، فوجئ ببعض الأشخاص لهم لحى طويلة تعرفوا على الضابط وتعدوا عليه بالضرب واصطحبوا الضابط ومندوب الشرطة إلى ميدان رابعة مرة ثانية سيرا على الأقدام، قبل أن يقوم بالاتصال بمأمور قسم أول مدينة نصر، ويطلب منه الحضور بسيارة ملاكى لاصطحاب الضابط ومندوب الشرطة من الاعتصام وهو ما تم بالفعل. ونفى شعيب قدرته على تحديد هوية المعتدين على الضابط والأمين العين، لعددهم الكبير، إلا أنه أقر أنهم جميعا من المعتصمين المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسى، والذى أكد أنهم لم يكونوا مسلحين داخل الميدان، وأن أفراد لجان الأمن على المداخل كانوا يحملون «شوما» ويرتدون خوذا.