لو أعلنت الولاياتالمتحدة يوم اعترفت بأن بشار الأسد استخدم السلاح الكيميائى بأن العملية العسكرية ضده بحاجة إلى موافقة مسبقة من الكونجرس لكان ذلك مشكلة صغيرة. وفى الواقع، فإن باراك أوباما نفسه يعتقد أنه لا يحتاج إلى موافقة برلمانية لعملية تستهدف معاقبة الأسد على جريمة جماعية، ولا سيما بعدما تجاوز الرئيس السورى الخطوط الحمراء التى أعلنهاالرئيس الأمريكى. يمكننا أن نتفهم رغبة أوباما فى الحصول على دعم الكونغرس. فحرب فيتنام بدأت سنة 1964 بقرار من الكونغرس الذى سمح للرئيس ليندون جونسون باستخدام القوة العسكرية ضد الشيوعيين، وهذا ما أراده أوباما. لكن خلال الحملة الدبلوماسية والسياسية التى خاضها أوباما فى جميع أنحاء العالم، لم يذكر قط احتمال طلب دعم البرلمان الأمريكى. وإذا كان ينوى ذلك، لماذا لم يفعل ذلك فورا؟ إن اللجوء إلى مجلس النواب برز لاحقا وكأنه ذريعة، وبهذه الطريقة يساهم أوباما نفسه وبقرارته الرديئة فى تآكل مكانة الولاياتالمتحدة الدولة القوية الوحيدة العظمى فى العالم. فإذا كان صحيحا القول المأثور «الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد»، يمكننا القول إن مجلس النواب هو الملاذ الأخير للمتردد. ليس المطلوب من مجلس النواب الأمريكى موافقته على القرار، وقد فرض الرئيس أوباما على النواب الأمريكيين أن يحسموا فى موضوع، معرفتهم المهنية به محدودة ومرتبطة فى جزء منها باعتبارات سياسية لا أهمية لها. أوباما هو النسخة 39 عن جيمى كارتر. لقد تسبب كارتر فى إسقاط شاه إيران لفائدة نظام آيات الله، فى حين ساهم أوباما فى تنحى حسنى مبارك، وها هو يضيق اليوم على الجنرال عبدالفتاح السيسى من خلال دعمه المستغرب لحكومة الإخوان المسلمين.