بالدموع والتهديد بالثأر، روى عدد من آباء وأمهات شهداء مجزرة رفح الأخيرة التي راح ضحيتها 25 من جنود قوات الأمن المركزي، المعاناة التي يعيشونها بعد فقدان أولادهم في مجزرة «بشعة»، وقصة اللحظات الأخيرة لأبنائهم أثناء مغادرتهم للذهاب إلى مدينة رفح لتسليم «مخلة» الجيش، والحصول على الشهادة. من جانبها أبدت والدة الشهيد المجند إسلام عبدالعزيز، عايدة عامر، ل«الشروق»، بعد مؤتمر تكريمهم من جانب المجلس القومي للمرأة الذي قدم مساعدات مالية لعدد من أسر شهداء رفح بمحافظة المنوفية، مساء أمس، حسرتها على مقتل ابنها: «هانعمل إيه.. استعوضته عند ربنا.. إيه اللي عمله عشان يلاقى مصيره بالشكل ده». وأضافت: «أنا خدت العزاء بتاعه وأنا نايمة في الأرض مش قادرة أقعد، حسبى الله ونعم الوكيل في اللي عمل فيه كده»، «أنا بتحسر عليه كل ما افتكر إن أبوه توفى وهو في الجيش، وإحنا كنا عايزين نعمل له كشف عائلي لأنه العائل الوحيد للأسرة، وقلت وقتها سيبه يخدم وطنه». وبحزن شديد تتذكر الأم المكلومة لحظات فراق ابنها أثناء مغادرته لمنزله بقرية «الأخماس» التابعة لمركز السادات بمحافظة المنوفية، صباح يوم الأحد الموافق 18 أغسطس قبل مقتله بيوم واحد، تقول: «ابني كلمني الساعة 8 مساء يوم الأحد، وقال لي إحنا خلاص وصلنا العريش، وإحنا حاليا قاعدين على القهوة، وهانبيت هناك، لأن إحنا مش عارفين نروح القطاع بتاعنا، لأن حظر التجوال بدأ، وعلى العموم هانروح بدري القطاع نسلم الحاجات بتاعتنا»، فأوصيته: «أما تطلع للقطاع الصبح ابقى اتصل علينا تطمنا». واستطردت: «عرفنا خبر وفاته من جيرانا، لأنهم أبلغونا من عن طريق الانترنت، ناس قالت لنا إن ابنكم مصاب، وناس تانية قالت ده مات وهما رايحين يسلموا المخلة بتاعتهم فى رفح، وأما سمعت الكلام عن تسليم المخلة فى رفح اتأكدت إن ابنى مات»، وتتابع: «وقتها مكنتش عارفة أعمل إيه، عمه عرف الخبر وهو كان فى محافظة القاهرة، واتصل علينا وأبلغنا، وقال لنا إن القوات المسلحة ستسلمه إلينا عن طريق المركز بتاعنا». أما والدة الشهيد محمد علي، حكمت حسن، فتتذكر قائلة: «أنا تعبت على أولادي وهما صغيرين، حسبي الله ونعم الوكيل، وابني اللي اتقتل ده كان مؤدب جدا، وأنا لسه حاسة بنار في جسدي»، وروت قصة تلقيها خبر وفاة ابنها: «يوم وفاته كنت قاعدة أبكي، من غير ما أعرف إنه مات، وقتها قلت لشقيقه اطمئن على أخوك لأنه لم يتصل منذ الصباح، فاتصل على موبايله ومكنش بيرد، فقام بالاتصال بقطاع الأمن المركزي، فرد عليه شخص من القطاع وقاله استعوضه عند ربنا». وقالت: «اتصل علينا أحد أقاربنا بمدينة العريش، وقال لنا مفيش حد ييجي هنا لأن القوات المسلحة سترسله إلى مطار ألماظة، ثم بسيارة إسعاف إلى قرية كفر المنشي بمركز قويسنا التابع إليها محمد، وبالفعل جاء جثمان ابني في حوالى الساعة 12، وكان في انتظاره آلاف المواطنين من قريتنا، ومن القرى المجاورة». «أنا احتسبته عند الله.. وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من موت ابني ورقده كدا وضربه بالنار». أما والد الشهيد عفيفي سعيد عفيفي، من قرية شبرا خلفون بمركز شبين الكومبالمنوفية، فبعد صمت لدقائق بدأ كلامه قائلا: «ابني من وقت ما دخل الأمن المركزي لقضاء مدة خدمته في العريش، كنت بتابعه يوميا، وابني سافر يوم الأحد إلى العريش في الساعة السادسة صباحا لكي يسلم مخلته، لكنه تأخر هو وزملاؤه لأنهم كانوا تاركين العهدة بتاعتهم عند زميل لهم بمحافظة القليوبية، فهذا سبب وصولهم متأخر إلى العريش». وتابع: «ابني لما وصل للعريش قال لى إحنا مش عارفين نوصل للقطاع لأن الحظر دخل علينا، وإحنا قاعدين فى الكافتيريا، وفاضل ساعتين والحظر يفك»، موضحا: «عرفت خبر وفاته بعدها عبر رسائل محمول أولادى التى أبلغونى بها، وتأكدنا من الخبر الساعة 12 ظهرا».