تسبب توقف حركة قطارات السكة الحديد بالوجهين القبلى والبحرى، فى معاناة إنسانية واسعة، تنوعت ما بين استغلال المواطنين من قبل بعض «مافيا النقل» برفع تعريفة الأجرة، فضلا عن إصابة حركة البيع والشراء بالشلل التام. «الشروق» رصدت مأساة المواطنين «العالقين فى وطنهم»، وسط تضررهم مما وصفوه ب«قطع شرايين الحياة». فمن محطة سكة حديد أسوان التى تعد الشريان الرئيسى أيضا لحركة المواصلات فى جنوب الصعيد، نظرا لأنها المحطة الأولى التى ينطلق منها القطار، توقفت مصالح المواطنين، الأمر الذى استغله أصحاب شركات النقل الخاصة، بمضاعفة تسعيرة نقل البضائع، وأجرة الركاب. كما اكتظت محطات القطارات بالمجندين الذين يريدون خطابات من محطة القطارات تؤكد أن حركة القطارات متوقفة حتى يتم تسليمها إلى وحدتهم العسكرية. وأكد حسين الرشيدى مدير عام صيانة البنية الأساسية بالمنطقة الجنوبية للسكة الحديد بأسوان، أن حجم الخسائر التى تعرض لها مرفق السكة الحديد بين أسوانوالقاهرة والعكس بعد توقف حركة القطارات منذ اندلاع أعمال العنف التى شهدتها جميع المحافظات، تجاوزت 7 ملايين جنيه، مشيرا إلى أنه فى المقابل لم تتوقف حركة قطارات مناطق الضواحى التى تخدم نطاق محافظة أسوان خاصة بين منطقة السد العالى ومدينة أسوان بالإضافة إلى مراكز المحافظة وأيضا تشغيل قطارين يوميين بين محافظتى أسوانوالأقصر والعكس. وفى الأقصر، أدى توقف حركة القطارات، إلى صعوبة الانتقال من وإلى المحافظة. وقال محمود عبدالمطلب تاجر جملة، توقف حركة أثر سلبا على تجارتنا، فلم نعد نستطيع السفر فى ظل هذه الظروف لجلب ما نحتاج من القاهرة أو أسيوط، وتابع: «القطار هو الوسيلة الوحيدة الامنة التى نركبها ولا نأمن للسيارات العادية». وأضافت شيرين النجار، مواطنة، كثير من المرضى أجلوا عملياتهم الجراحية التى من المفترض أن يجروها فى القاهرة والمحافظات المجاورة لأنهم لا يستطيعون السفر الا من خلال القطارات كما فضل كثير من الأهالى عدم السفر لخوفهم من التنقل بسيارات الأجرة، التى قد تتعرض للتوقف فى أية لحظة بسبب الاعطال أو الهجوم عليها من قبل قطاع الطرق، بحسب قولهم. وقال ناصر محمد حسن من أبناء الاقصر: توقف حركة القطارات من وإلى المحافظة كلف الأهالى المضطرين للسفر مبالغ ضخمة لأنهم اضطروا إلى استئجار سيارات خاصة تصحبهم فى رحلتهم، مما أرهقهم ماديا، لافتا إلى أنه أصبح هناك رواج فى سوق سيارات الاجرة التى استبدلها الأهالى بديلا عن القطارات وفتحت بعض شركات النقل مكاتب جديدة لها. وقال محمد الطاهر، مدير السكة الحديد بالأقصر، القطارات المتجهة من الاقصر إلى الوجه البحرى ما زالت متوقفة سواء قطارات البضاعة أو النوم أو العادية، ما تسبب فى ارتباك حركة المسافرين وخسائر يومية لقطاع السكة الحديد بلغ 700ألف جنيه يوميا، وتابع: لم يأت أى منشور من هيئة السكة الحديد بالقاهرة لمعرفة متى سنعاود العمل. وتكررت ذات المشاهد، فى سوهاج، حيث ارتفعت سعر الأجرة بسبب استغلال السائقين لتوقف حركة القطارات وعدم وجود مواصلات بديلة، ووصلت تكلفت سعر السفر بالميكروباص من سوهاج إلى القاهرة 100 جنيه. وتضيف زينب طنطاوى، موظفة، مشكلة السرفيس أصبحت من أهم الأمراض المستعصية التى لا حل لها، حيث انتشرت المواقف العشوائية وتقسيم المسافات ليتحول السرفيس إلى سرطان ينهش جسد المدينة. وتقول شيماء الدراز، محاسبة، يعانى المواطنون والطلبة والطالبات النازحون إلى محافظة سوهاج أشد المعاناة فى الوصول والعودة إلى المدينة بسبب تكدس المواطنين بالمواقف وقيام السائقين «بحشر» المواطنين داخل السيارات بطريقة غير آدمية إضافة إلى سوء المعاملة واختيار الركاب بمزاجهم بالإضافة إلى زيادة تعريفة الركوب وحشرهم بأعداد كبيرة داخل السيارة. كما يؤكد عاطف رضوان «موظف» أن المصالح الحكومية بسوهاج ليست فى مكان واحد وهذا يضطر الموظفين للتنقل داخل المدينة وبالتالى يتحمل المواطنون نفقات زائدة عن قدراتهم. من جانبه أكد اللواء إبراهيم صابر، مدير أمن سوهاج، أن المديرية تقوم بشن حملات مرورية لضبط المخالفين من السائقين. وفى محافظة قنا، تنوعت معاناة المواطنين، وسط تأثر حركة نقل السلع والبضائع، بسبب استغله البعض لصالح مصالحه الشخصية، بجانب تضرر عملية نقل الوقود. ويؤكد خالد عابدين، أحد المواطنين، أن توقف القطارات جعل السائقين يرفعون الأجرة ويستغلون عدم وجود رقابة عليهم، فبعد أن كانت تعريفة الركوب، 65 جنيها ووصلت إلى 85 جنيها بالأتوبيسات الخاصة رغم أن تكلفة التذكرة فى القطار 45 جنيها، لافتا إلى أن أعداد المسافرين المضطرين للسفر لأعمالهم تجعلهم يرضخون ويدفعون أى مبلغ من أجل السفر. من جانبه قال صلاح معاطى، رئيس الإدارة الهندسية للمنطقة الوسطى، إن قرار وقف حركة القطارات لمحافظات الوجه القبلى تسبب فى اصابة أهالى محافظات الوجه القبلى عامة وأسيوطوسوهاج خاصة بأضرار جسيمة من بينها انفصال المحافظات عن القاهرة. ويقول حمدى عمار مواطن، توقف حركة القطارات بين محافظة اسيوط ومحافظات الوجه البحرى تسبب فى تعطل الكثير من المصالح والخدمات المرتبطة بأهالى اسيوط اضافة إلى زيادة اسعار البضائع والمنتجات بسبب عدم قدرة عشرات الشباب السفر إلى القاهرة لإنهاء أعمالهم.