أكد الرئيس حسنى مبارك أن هناك إجماعا دوليا على أن هناك فرصة سانحة للسلام فى المنطقة، محذرا من أن عملية السلام لا تحتمل فشلا جديدا، موضحا أن الأسس والمبادئ التى تقوم عليها معروفة لكل الأطراف. وتطرق الرئيس مبارك فى حديث لصحيفة «يدعوت أحرونوت» تنشره بعددها الصادر «الجمعة» إلى الخطة الأمريكية بشأن عملية السلام فى المنطقة،فقال: «إنها ليست واضحة حتى الآن، وإنه تحدث مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأن الخطة لا بد أن تكون نابعة من أفكار القادة فى المنطقة بما فيهم إسرائيل، ويتم تقريب وجهات النظر حتى يتمكنوا من الخروج بخطة قابلة للتنفيذ»، معبرا عن اعتقاده بأن الرئيس أوباما «يريد أن يحل، ولديه إرادة قوية جدا، وأتمنى أن تنجح جهوده». كما أعرب الرئيس مبارك عن اعتقاده بقدرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على حل المشكلات، وقال: «أعتقد إن نتنياهو قوى ودائما المشكلات فى المنطقة بين الدول العربية وإسرائيل يتم حلها مع الأقوياء». وأوضح الرئيس مبارك أن هناك تطورات إيجابية فى مواقف حركة «حماس»، حيث أعلنوا مؤخرا قبولهم بدولة فلسطينية مستقلة على الأراضى المحتلة عام 1967، كما أن «حماس» بعد خطاب رئيس المكتب السياسى للحركة خالد مشعل أبدت بعضا من المرونة، ما يعنى اعترافا ضمنيا بإسرائيل، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن تجاوب إسرائيل مع استحقاقات السلام العادل كفيل بتعديل مواقف «حماس» وباقى الفصائل. وردا على سؤال عما إذا كانت هناك إمكانية لتغيير عدد من النصوص بالمبادرة العربية للسلام، أكد الرئيس مبارك أن المبادرة عنصر أساسى فى أى جهد دولى وإقليمى للسلام، وقال: «انسوا تماما أن يتم تغييرها، فلابد أن يكون لديكم مرونة فى التفكير إذا كنا نريد أن نحل». وفيما يخص حق العودة للاجئين 1948 قال الرئيس مبارك «إن حق العودة حاجة سيكولوجية فى المقام الأول.. عندما أكون فلسطينيا وأعيش فى أمريكا منذ 1948 وتزوجت وأنجبت واشتغلت، ودرست هناك هل سآتى لأعيش فى إسرائيل مرة أخرى.. لابد وأن يكون لدى الحق فى أن أعود وأن أقرر أن أعود أو لا». وحذر الرئيس مبارك من أن الحصار إذا استمر سيحدث انفجار، ويجب على إسرائيل ألا تعطى مجالا لحدوث هذا الانفجار، مشيرا إلى أن الحصار عملية متعبة، وأنه لابد أن نعطى الفلسطينيين متنفسا حتى يتمكنوا من إحضار طعامهم، ويتحركوا بحرية، ويذهبون إلى الضفة الغربية، ويعودون منها. ونبه الرئيس حسنى مبارك إلى أن غلق المعابر لن يحل الأمر، وإنما سيعقد العملية أكثر، مؤكدا أن الممر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة عنصر أساسى من عناصر أى اتفاق سلام، والمطلوب حاليا قيام إسرائيل بتسهيل حركة الانتقال بين الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل الضفة ذاتها. فى الوقت نفسه جدد الرئيس مبارك تحذيره من الحديث عن «يهودية إسرائيل»، وقال: «تريدون إسرائيل أن تبقى دولة لليهود فقط.. أنتم بذلك ترتكبون خطأ جسيما جدا، وسيضركم فى المستقبل.»، وأضاف: «عندما تكون دولة يهودية فقط فأنتم ستعملون على هجرة كل الإرهابيين إليكم ليضربوا فيكم فى أى مكان من العالم.. لكن عندما تكون دولة يهودية مفتوحة فيها مسلمون ومسيحيون سيختلف الأمر.. نحن فى مصر دولة إسلامية، لكن لدينا مسيحيين وعندنا يهود وجميع الأديان موجودة». وردا على سؤال حول القدس، أكد الرئيس مبارك أن الالتفاف حول قضية القدس من خلال التحدث عن (أبوديس) لن يكون مجديا، أو مقبولا، وقال: «لقد توصلوا من قبل إلى معادلة لحل مشكلة القدس وموضوع اللاجئين، وكان هذا منذ أيام رئاسة الوزراء فى عهد إيهود باراك لتكون القدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطينوالقدسالغربية عاصمة لإسرائيل على أن تكون البلدة القديمة برموزها المقدسة مفتوحة لجميع الأديان، وقد سبق أن وضعنا فى طابا أسسا لتقسيم أحياء البلدة القديمة بين الجانبين، حتى الأحياء فى القدس يمكن تقسيمها حى اليهود الروم وغيره.. وقد قبل هذا المبدأ من الطرفين.. ولكن بعد الرئيس بيل كلينتون تعقدت العملية ولا أحد يريد أن يبدأ من حيث انتهى الآخر. وأضاف: «القدس فيها الشق الإسلامى والشق الخاص بإسرائيل، فاتركوا القدسالشرقية عاصمة للعرب، والقدسالغربية عاصمة لإسرائيل، فبعض الأحياء تقسمت ما بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وقبلتموها من قبل». وحول مؤتمر السلام الدولى المقرر عقده بموسكو نهاية العام الحالى، قال الرئيس مبارك: لقد أعلنت تأييدنا لذلك خلال زيارة الرئيس الروسى ديمترى ميديفيديف للقاهرة الشهر الماضى، وهناك أفكار حول مؤتمر آخر فى فرنسا فى إطار «الاتحاد من أجل المتوسط»، ومصر ترحب بذلك»، مضيفا: نحن مستعدون أن نحضر أى مؤتمر للسلام يمكن أن يسفر عن نتائج إيجابية ملموسة حتى نتمكن من الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية». وفيما يتعلق بموقف الرئيس مبارك من وزير خارجية إسرائيل أفيجدور ليبرمان قال مبارك ليديعوت أحرونوت: «ليبرمان هو موضوع داخلى بالنسبة لإسرائيل.. إذا كانوا يقيلونه أو يبقونه هذا موضوع لا يعنينا.. ما يعنينا أن يكون هناك وزير خارجية وينادى بالحرب.. أليس هو من كان يريد أن يضرب السد العالى.. وأعلم أنه من أصل روسى.. والذى بنى السد العالى هم الروس.. كما قال إنه يريد أن يأخذ سيناء مرة أخرى.. هل أنت تريد أن تحارب.. وبعد ذلك رجع وقال: لا تنازل للفلسطينيين إلا بالحرب.. فهل رئيس الوزراء أتى بشخص يريد أن يحارب.. مثلما تكونون «تجروا شكل» نحن لا ننجر إلى مثل هذه الأشياء.. وأتمنى يكون وزير الخارجية تفهم هذا الموضوع.. أما أن يقيلوه أو يبقوه.. أمر داخلى بالنسبة لإسرائيل». وعن الانتخابات الرئاسية الأخيرة فى إيران، قال الرئيس مبارك: «إن موضوع الانتخابات الإيرانية أمر داخلى». وبشأن أزمة الملف النووى الإيرانى، دعا الرئيس مبارك إلى حل المشكلة عن طريق الحوار ، وبالطريق السلمى كلما كان ذلك أفضل، وقال: الحوار المحدد بأجل زمنى واضح هو السبيل الأمثل، والمرونة والشفافية مطلوبة لإثبات أن البرنامج الإيرانى يسعى للاستخدام السلمى للطاقة النووية»، مؤكدا أن الشرق الأوسط بحاجة إلى سلام وتنمية، وليس إلى السلاح النووى، لا من جانب إيران، ولا من جانب إسرائيل.