تواجه المصانع المصرية، خصوصا العاملة بالقرب من مناطق الأحداث، أياما صعبة أشبه بالشلل، حيث اضطر ما يقرب من 30% من المصانع اغلاق أبوابها الثلاثة أيام الأخيرة، بينما قامت الباقية بتخفيض طاقتها الإنتاجية إلى النصف، بحسب ما قاله وليد هلال، رئيس جمعية الصناع المصريين، وصاحب مصنع الهلال والنجمة، ل«الشروق». «الأمر لا يتعلق فقط بحظر التجوال المفروض، وإنما أيضا بغياب الأمن المنتشر، وما يصاحبه من اعتداءات كثيرة، فشركات الشحن على سبيل المثال ترفض العمل فى هذه الظروف، مما يمنع وصول البضائع إلى الموردين. فى الوقت نفسه، الغالبية العظمى من العمال من المحافظات، ولذلك فهم يواجهون صعوبة فى الوصول إلى المصانع»، يضيف هلال، مؤكدا أن مصنعه وكثيرا من المصانع، تعمل الآن بثلث طاقتها فقط، وإن لم يكن أقل. «لقد حاولت فى بادئ الأمر العمل بثلاث ورديات، ولكنى فشلت، فحاولت ورديتين، ولكنى فشلت أيضا، لينتهى الأمر فى النهاية إلى وردية واحدة»، يقول هلال، متأسفا على حجم الخسائر التى حققتها المصانع منذ يوم الأربعاء الماضى. وفشل العديد من المصانع، لا سيما الواقعة فى قلب الأحداث، فى استمرار العمل جميع الأيام الماضية، ف«العمل فى المصنع ارتبط الأيام الماضية بقدرة العمال على الوصول إلى المصانع، وهو ما استحال فى بعض الأيام، مما دفع بنا إلى إغلاق المصنع يومين»، يقول حامد موسى، صاحب مصانع «حامد موسى» للعبوات الغذائية، مشيرا إلى أنه فى الأيام التى عمل بها المصنع، لم يكن هناك سوى وردية واحدة، بسبب الحظر. وحتى فى الأيام التى عملنا بها، يقول موسى، «كأننا لم نعمل، فتسخين الأفران يحتاج إلى ساعتين على الأقل، وبذلك لا تتجاوز ساعات العمل الفعلية أكثر من ثلاث ساعات، وهذا يكبدنا خسائر كبيرة جدا». نفس الشىء، بالنسبة للمصانع الواقعة فى السادس من أكتوبر، «قامت المصانع بتخفيض عدد الورديات إلى الوردية الصباحية مع تخفيض عدد الساعات بها لإعطاء الفرصة للعمال بالوصول إلى منازلهم فى الوقت المناسب»، يقول مجدى عبد المنعم، نائب رئيس جمعية المستثمرين فى السادس من أكتوبر. «ولتقليل الخسائر، نبحث حاليا إمكانية الحصول على تصاريح استثنائية للشحن والنقل فى أوقات الحظر». وفى حالة استمرار الأوضاع الحالية، سيواجه المصنعون مشكلة أخرى أكبر وهى التصدير، «نحن لم نواجه بعد تحديا حقيقيا فى التصدير، فالسوق الأوروبية فى إجازة حتى النصف الثانى من أغسطس، ولكن العقود المستقبلية تبدأ حاليا، ومع غياب الأمن، لن نتمكن من شحن البضاعة فى وقتها، مما سيكبدنا غرامات كبيرة، وقد يسهم فى ضياع صفقات مستقبلية هائلة، لا سيما مع توتر العلاقات بين الجانبين حاليا»، بحسب هلال. ويعد الاتحاد الأوروبى الشريك التجارى الأول لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 33 مليار جنيه فى 2012. كان الاتحاد الأوروبى قد أعلن تحفظه على قيام الجيش بفض اعتصامات الإخوان فى ميدانى النهضة ورابعة العدوية، واجتمع مجلس الأمن لبحث الموقف فى مصر، مطالبا بوقف العنف. «موقف الاتحاد الأوروبى واضح تجاه الأحداث فى مصر، وهذا قد يهدد العلاقات التجارية فى الفترة المقبلة، ولا أحد يعلم رد فعل أوروبا فى حالة عدم التزام المصانع بتوريد البضاعة فى وقتها المناسب»، يقول هلال، مطالبا بضرورة لفظ العنف، والتصالح لحفظ البلاد.