تسببت الاضطرابات السياسية التى تشهدها مصر منذ النصف الثانى من يونيو الماضى، إلى جانب دخول شهر رمضان، إلى تعطيل الموسم الصيفى حتى الآن، فكثير من الأسر لم تسافر لقضاء الإجازة الصيفية السنوية. وبهذا، اقتصر الموسم بأكمله، عدا بعض العائلات القبطية والإسلامية التى سافرت فى رمضان، على الثلاثة الأسابيع الأخيرة فى شهر أغسطس الحالى. وبسبب أحداث العنف التى تشهدها سيناء، باتت الاسكندرية والساحل الشمالى بصفة خاصة الملاذ الأفضل لكثير من الأسر، مما تسبب فى قفزة كبيرة فى أسعار الإيجارات، والفنادق. لم تنجح نيرمين أسعد، ربة أسرة، فى تأجير شاليه لمدة ثلاثة أيام فى طوال شهر أغسطس فى الساحل الشمالى، «لقد اتصلت بأكثر من سمسار فى 7 قرى قريبة من أصدقائى، وكان الرد واحدا، وهو ان القرية مشغولة حتى آخر الشهر، ولا يوجد حجز»، بحسب قولها. وتستطرد أسعد «حتى حين تمكنت من العثور على شاليه غرفة واحدة، وجدته فى قرية تبعد ما يقرب من 30 كيلو عن مارينا، وب2500 جنيه فى الليلة الواحدة». واضطرت أسعد إلى ترحيل إجازتها إلى الأسبوع الأول من سبتمبر، ف«أنا أخاف أن أذهب إلى سيناء فى هذا الوقت الحرج، وأفضل مكان قريب، فلا أحد يضمن ماذا سيحدث غدا». شهدت الأسعار فى الساحل الشمالى ارتفاعا كبيرا لا سيما فى الفترة ما بعد العيد، «الايجارات زادت ما يقرب من 50% عن أسعارها فى أول الموسم، فبعد أن كان أصحاب الشاليهات يبحثون عن أى ايجار، واجهوا طلبا كبيرا دفع بهم إلى المبالغة فى الأسعار»، يقول سعيد محروس، سمسار فى الساحل الشمالى. فبعد أن كان إيجار الليلة فى القرى التى تقع بالقرب من مارينا، والتى تتمتع بخدمات جيدة، لا يتجاوز ال500 جنيه فى يونيو، قفز سعرها إلى 800 جنيه، وأكثر من ذلك. «الأسعار تزداد كلما اقتربت القرى من مارينا او هاسيندا أو مراسى، وأسعار الشاليه نفسه تزداد كلما كان قريبا من البحر، وأصحاب الشاليهات بالغوا فى تقييم الايجارات لتعويض خسارتهم الموسم كله»، يضيف سعيد. أما عن مارينا نفسها، فنسبة الإشغال فيها من بداية العيد لا تقل عن 90% (من مارينا 1 إلى 6)، يقول إسلام احمد، سمسار بها، ولا يتبقى فيها سوى بعض الشقق، فى اماكن بعيدة عن الشواطئ والبحيرات والمناطق الحيوية، وبالرغم من ذلك، ف«إيجارها لا يقل عن 1000 جنيه فى اليوم»، بحسب قوله. ويضيف أحمد «لقد قمت أنا بمفردى بتأجير ما يقرب من 2000 شقة وشاليه وفيللا خلال الأسبوعين الماضيين. وما زلت أتلقى طلبات ولكننى لا أجد عرضا»، يضيف أحمد. وانعكس الطلب الكبير على مصيف الساحل على أسعار الفنادق، فبدلا من 1500 جنيه لليلة العام الماضى، ارتفعت الأسعار 30% او أكثر، لتصل فى الفنادق المعدودة فى مارينا إلى ما بين 2000 و2300 جنيه لليلة، إفطار فقط، يقول طارق سلام، موظف فى فندق أوشين بلو. وظهرت علامات الاستعداد لهذا الإقبال «الكبير»، بحسب كريم، موظف فى زهران ماركت، أيضا على المحال التجارية، والمطاعم، ف«هذه المحال تكبدت خسارة كبير بسبب أحداث يونيو، وتسعى إلى تعويضها حاليا». وقد أعدت المحال والمطاعم قوائم جديدة بأسعار جديدة، «اغلى»، مبررة ذلك بتنويع الخدمات المقدمة إلى الزبون، وضم أصناف جديدة إلى قوائم الطلبات.