تعكف وزارة الصناعة والتجارة حاليا على حل مشاكل توافر الطاقة لمصانع الأسمنت فى مصر، ومن بينها المصانع الفرنسية، بحسب ما صرح به الوزير فى أول لقاء له اليوم مع السفير الفرنسى فى مصر. وأكد الوزير أنه يجرى حاليا بالتنسيق مع الوزارات المعنية بحث استيراد الفحم لتشغيل مصانع الأسمنت، خاصة أن أكثر من 90% من مصانع الأسمنت فى العالم تعتمد عليه كمصدر للطاقة، «الدولة تواجه عجزا حقيقيا فى الغاز، ولابد من إيجاد بدائل له فى أسرع وقت ممكن، واستيراد الفحم من أهم هذه البدائل»، يقول عبدالنور. وكانت شركات الأسمنت، مثل لا فارج الفرنسية، والسويس للأسمنت، وغيرهما، قد صرحوا بأن نقص امدادات الغاز أثرت سلبا على قدراتهم الانتاجية، وتسببت أزمة نقص الغاز فى تراجع الطاقات الإنتاجية لشركات الأسمنت بما يتراوح بين 20 و25%. وتقدم اتحاد الصناعات، فى خطته لتحرير أسعار الطاقة، بباب كامل يتعلق باستيراد الفحم والغاز، والاعتماد على الفحم بدلا من الغاز، و«لكن الدولة لم تتخذ بعد أى إجراء فى هذا الاتجاه مكتفية فقط بالتصريحات»، يقول محمد ذكى السويدى، وكيل اتحاد الصناعات. ويبلغ عدد مصانع الأسمنت الموجودة فى مصر، بحسب دراسة أعدها اتحاد الصناعات، 20 مصنعا، تستهلك 3،59 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وهو ما يمثل 20.7% من إجمالى الغاز الذى يستهلكه قطاع الصناعة بأكمله. فى هذا الإطار، يضيف السويدى «نحتاج إلى خطة واضحة وجدول زمنى محدد من أجل الانتهاء من عملية التحول من الاعتماد على الغاز إلى الفحم بسرعة حتى لا تتعرض المصانع لأزمة حقيقية، لا سيما مع عدم قدرة الدولة على الالتزام بتوفير الغاز، ما يؤدى إلى تعطيل الإنتاج فى وقت نحتاج فيه إلى دوران عجلة الاقتصاد، وجذب الاستثمارات». ومن المتوقع، بحسب مصدر مسئول فى الصناعة، الانتهاء من عملية إحلال الآلات لاستخدام الفحم واستيراده والعمل به «فى خلال 36 شهرا ولكن منذ البدء فعليا فى ذلك، وهذا لم يحدث حتى الآن، فالعملية لا تتعدى اللقاءات والأحاديث بعد».