تحولت الغرفة، رقم 806 بمستشفى البترول بمنطقة فلمنج بالإسكندرية، إلى مزار دائم من قبل أصدقاء الناشط السكندرى أحمد ثابت، الذى تم اختطافه وتعذيبه على خلفية أحداث القائد إبراهيم يوم الجمعة الماضى. ولم يكن النشطاء أصدقاء أحمد هم الزوار فقط حيث انضم كثير من الشباب العادى الذى لم يعرفه من قبل، عقب انتشار صورته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وعلى وجهه وجسده آثار رحلة التعذيب التى حكى تفاصيلها ل«الشروق». وقال: «كانت الساعة 3 ظهرا، نزلت المظاهرة أنا ومجموعة من الأصدقاء لأننا علمنا بوجود عناصر مسلحة هناك، فنزلنا نحمى الناس العادية الموجودة هناك، تجنبا لسقوط عدد كبير من القتلى فى حالة حدوث اشتباكات، وبالفعل كانت الاشتباكات بدأت وحاولنا نبعد الناس عن مكان الاشتباكات حتى هدأت الدنيا، وانسحب الجميع ولم يكن هناك سوى سيارتين تتبعان الشرطة عند مسجد القائد إبراهيم، وكان الوضع هادئا هناك لأن الاشتباكات انتقلت للبحر». إصابة رامى محمد عند مسجد القائد إبراهيم، كانت شرارة بدء الاشتباكات مرة ثانية عند المسجد، «كانت إصابتى عبارة عن رصاصة 11 مللى مضروبة من سلاح نصف آلى، دخلت فى بطنى، وانتقلت إلى المستشفى»، هذا الخبر فى الأساس ما أدى إلى بدء الاشتباكات ثانية بعد المغرب بحوالى ساعة، وكنا قد قسمنا المجموعة نصفين، نصف ذهب للاطمئنان على رامى فى المستشفى، والنصف الآخر كان يحاول إبعاد الناس العادية من الأهالى والمصلين عن محيط الاشتباكات.» وأكمل ثابت: «عندما نشبت الاشتباكات مرة تانية بعد المغرب، الأعداد كانت قليلة جدا ولم يكن هناك أحد فى الصفوف الأولى، الأمر الذى سمح للإخوان بشن هجوم مضاد شديد الضراوة، بالأسلحة النارية، أصبت، خلاله، بطلقة فى القدم اليمنى من ناحية الركبة من الخلف، ووقعت على الأرض وبمجرد وقوعى فوجئت بعدد من 15 20 شخصا يحملون السنج والشوم يتجهون نحوى، ثم أغمى على من الألم». عندما استرد ثابت وعيه وجد نفسه داخل المسجد «مرت حوالى 6 8 ساعات بعد أن سقطت، هكذا قال لى صديق جاء بعد فترة للمسجد، كنت ملقى على الأرض شبه عارٍ، وكانت مجموعة من «الأخوات» بيضغطوا على وجهى بأحذيتهن التى خلعوها من أرجلهن حتى لا يدخلوا بها المسجد، وطلبت الإسعاف أكثر من مرة لكن كل من كانوا حولى قالوا لى صعب بسبب الاشتباكات المحتدمة خارج المسجد». «ربطونى 6 ساعات أخرى إلى أن قال الشيخ حاتم إمام المسجد إنه سيخرج من بالمسجد، وبالفعل خرجت مجموعة فى سيارتين أمن مركزى، قيل إنهم لم يذهبوا لبيوتهم ولكن طلعوا على مديرية أمن الإسكندرية». «ثم فوجئت بوجود أحد أصدقائى داخل المسجد وهو كان على اتصال بقيادات من الإخوان، وأقنعهم أن يفرجوا عنى، خاصة أن خبرا أتى من الشيخ حاتم بأن من ذهبوا إلى مديرية الأمن تم إخلاء سبيلهم، فقام صديقى بتوصيلى للمستشفى ولم أره من ساعتها». يعانى ثابت من إصابات بطلق نارى فى الركبة، وتهتك فى عظمة الفخذ نتيجة الضرب بالشوم، فى نفس القدم المصابة، وطعنات بسلاح أبيض فى أماكن متفرقة من الجسم، وسحجات ناتجة عن الضرب بالأحذية فى الوجه والفخذ. أضاف ثابت: «طريقة التعامل معى داخل المسجد أكدت لى أن من ضربنى إخوانى، لأنى لاحظت وجود مصابين آخرين فى المسجد، وكانوا على حالتهم دون إسعاف، لأنهم ليسوا إخوانا، وكانوا فاقدين الوعى بشكل كامل، وفى نفس الوقت كان هناك طبيب داخل المسجد ولكنه لم يطبب المصابين، وكل ما قدمه لى إنه وضع قطنا وشاشا وبلاستر على مكان الرصاصة، لكنه لم يحاول إخراجها، أو وقف النزيف». أصبت الساعة 8:30 مساء يوم الجمعة، وخرجت من مسجد القائد إبراهيم الساعة 12 ظهرا يوم السبت، على المستشفى لأنى كنت أعانى آلاما مبرحة. اختتم ثابت كلامه «كنا فى حرب شوارع، لكن الطريقة التى تعاملت بها لم ترق حتى لمعاملة أسير الحرب، فالضرب فى مكان الإصابة هو أبشع أنواع التعذيب». «صاحبكم مات ومش هتشوفوه تانى وانتم هتحصلوه دلوقتى» هذه هى الرسالة التى تلقاها أصدقاء ثابت كلما حاولوا الاتصال به للاطمئنان عليه، حيث إن هاتفه المحمول كان لايزال مع أحد الذين اختطفوه وعذبوه حسب سامح مشالى، ناشط سياسى وأحد أصدقاء ثابت.