تعليقا على إلقاء السلطات المصرية القبض على القياديين من حزب الوسط القريب من جماعة الإخوان ابوالعلا ماضى وعصام سلطان، علقت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية قائلة: إن السلطات تواصل حملتها القمعية ضد جماعة الإخوان المسلمين، وذلك فى الوقت الذى تزور فيه المفوضية العليا لشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، كاثرين آشتون القاهرة من اجل التوصل إلى حل سياسى ينهى الازمة بين الإخوان والجيش. واضافت الصحيفة أن مصر لا تزال تشهد ارتفاعا فى وتيرة الاضطرابات حيث تنظم جماعة الإخوان المسلمين وحلفاؤها عددا من المسيرات منها مسيرة اتجهت امس الاول إلى مقر المخابرات العسكرية كنوع من التحدى لتحذيرات الجيش بعدم التعرض للمنشآت العسكرية. واشارت الصحيفة إلى أن تنويه الاعلام المصرى عن احتمالية فرض حالة الطوارئ التى قد ينجم عنها مزيد من الاعتقالات تعتبر مؤشرا على ان تسامح الجيش قد نفد. وقالت الصحيفة إن الرئيس المعزول، محمد مرسى، اغرق البلاد فى اسوأ ازمة سياسية منذ ثورة 25 يناير 2011 التى اطاحت بالرئيس الاسبق حسنى مبارك، مضيفة أن اتهام مرسى بعدة جرائم مثل التخابر مع جماعات خارجية تعد اشارة اخرى على نية السلطات المصرية فى ممارسة مزيد من القمع على الإخوان المسلمين لتعود من جديد إلى جماعة محظورة مثلما كانت ابان فترة الرئيس المخلوع الاسبق. كما نقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية، جين بسكاى، أن وزير الحارجية الامريكى جون كيرى تحدث هاتفيا مع آشتون حول الاوضاع فى مصر. وقالت «نحن ندعم ونقدر جهودها (اشارة إلى آشتون) لتهدئة الاضطرابات ومنع مزيد من العنف وبناء جسر بين الاحزاب المنقسمة والمساعدة فى ارساء اسس عملية سلمية وشاملة». أما صحيفة واشنطن بوست فقالت ان دولة الامن فى مصر عادت من جديد، فبعد أن كانت سببا فى اندلاع ثورة يناير بسبب قمعها ضد الشعب خلال حكم مبارك، عاد دور المؤسسة الامنية ولكن فى صورة الابطال يحظى بثناء النشطاء العلمانيين والليبراليين الذين شنوا حملة ضدهم فى الماضى. والذى احيا دور جهاز الامن من جديد، وفقا للصحيفة الامريكية، هو مشاركة الضباط والشرطة فى المظاهرات التى خرجت للاطاحة بمرسى، وتفويض الشعب بمواجهة الارهاب فضلا عن قرار وزير الداخلية بإعادة إدارتى الأمن السياسى ومكافحة التطرف الدينى إلى جهاز الأمن الوطنى، وهو ما لقى فى بادئ الامر انتقادا من قبل حركة تمرد ولكن بعد ذلك خفت حدة هذا الانتقاد. واشارت الصحيفة إلى أن ترحيب الليبراليين والعلمانيين بعودة قوات الامن الذين شاركوهم فى ادانة حكم الاسلاميين، تعد علامة بارزة على الانقسام الشديد داخل الجتمع المصرى. ولكن يرى العلمانيون ان ما حدث مع الشرطة يعتبر نوعا من المصالحة مثلما قال العضو البارز من حزب المصريين الاحرار ايهاب سمير.