سادت حالة من الهدوء الحذر منطقة بين السورين بحى الموسكى، صباح أمس، بعد ليلة دامية عاشها سكان المنطقة وأصحاب المحال على وقع إطلاق الرصاص والمولوتوف، فى مشاجرة صاحب سنتر تجميل «أولاد البدرى» مع الباعة الجائلين، التى راح ضحيتها 15 قتيلا حرقا وبالرصاص، فيما رجح شهود عيان أن تكون خلافات صاحب السنتر والأسر الصعيدية المقيمة بالمنطقة وراء المحرقة. وعقب معاينة موقع الحادث ومناظرة الجثامين، أمر أحمد عبدالعزيز رئيس نيابة وسط القاهرة، بإشراف المستشار وائل شبل المحامى العام الأول للنيابة، بدفن 15 جثة لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات، بعد تشريح الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة، كما أمر باستعجال تحريات المباحث حول الواقعة، وانتداب المعمل الجنائى لحصر التلفيات ورفع البصمات، وتقدير قيمة الخسائر وتكليف المباحث بكشف هوية المتهمين وضبطهم وإحضارهم. وتعرفت النيابة على 7 جثث فى المعاينة، وهم جمال البدرى سالم، صاحب السنتر، وسالم بدرى ومصطفى بدرى وسالم البدرى وعلاء البدرى سالم من عائلة البدرى، وقتيلين آخرين من الباعة وهما عبدالنبى جمال محروس وإبراهيم محمد حسن، ولم يتم التعرف على الجثث الأخرى لتفحمها. من جانبه، قال حسين الشاطر، رئيس حى الموسكى، إن الحادث راح ضحيته مالك السنتر التجارى و7 من العمال، والآخرين كانوا من الزبائن الذين تصادف وجودهم بالمحل وقت محاصرة الباعة للمحل. كان فريق من النيابة قد انتقل إلى مكان الواقعة لإجراء المعاينة، التى كشفت عن احتراق طابقين بالمبنى بالكامل، وأن ما ساعد على تصاعد النيران وجود كابل كهرباء بجواره واحتوائه على كمية كبيرة من المواد سريعة الاشتعال، وعثرت النيابة على فوارغ طلقات نارية وآثار زجاجات المولوتوف الحارقة بالقرب من المحل المحترق. وروى شهود عيان من أصحاب المحال التجارية بمنطقة بين السورين تفاصيل المشادة الكلامية التى نشبت بين صاحب السنتر قبيل أذان المغرب والتى ترتب عليها الاشتباكات التى حصدت 15 قتيلا، حيث قتل اثنان من الباعة بالرصاص على يد صاحب السنتر وشقيقه، وتفحم 13 آخرين بالطابقين الأول والثانى من السنتر بعد حرقه. ورجح شهود العيان، الذين اطلعت «الشروق» على رواياتهم عن الواقعة أمام النيابة، أن تكون خلافات أصحاب المحال والأسر الصعيدية المُقيمة بالمنطقة وراء المحرقة، حيث شهد الأسبوع الماضى خلافا مشابها بين أصحاب المحال والباعة الجائلين الذين اعتادوا افتراش البضائع، وقال حامد عبدالنعيم، أحد الباعة بمنطقة السورين، إنه بمجرد تداول أخبار مقتل البائعين جمال محروس وإبراهيم محمد حسين، اللذين تعرضا لرصاص صاحب السنتر، تجمعت أسرتهما مع أصدقائهم من الباعة و«السريحة» الذين ينتمون لمحافظة أسيوط، واعتلوا كوبرى الأزهر ورشقوا سنتر «البدرى» بالحجارة والمولوتوف، وحملوا اسطوانات بوتاجاز حتى أحرقوا الطابق الأول وأطلقوا النيران بكثافة حتى أغلقوا أبواب المحل، لتأكل النيران أجساد المتواجدين به. وقال أحد أصحاب المحال التجارية المجاورة للسنتر المحترقة، ويدعى على محمد (54 عاما) إن صاحب السنتر طالب البائعين الجائلين أكثر من مرة بالابتعاد عن واجهته حتى لا يعوقوا حركة البيع والشراء أمامه، مشيرا إلى حدوث العديد من المشادات الكلامية بينهما لهذا السبب. وأضاف فى أقواله أمام النيابة أنه فى الخامسة والنصف من مساء أمس الأول نشبت مشاجرة عنيفة بين الطرفين إثر رفض الباعة الجائلين طلب صاحب المحل بأن يفسحوا طريقا أمام المحل لإدخال سيارة بها بضائع خاصة بالمحل، مشيرا إلى أن الباعة الجائلين طلبوا منه الانتظار نصف ساعة مما أثار غضبه، مشيرا إلى قيام نجله مصطفى بالدخول إلى داخل المحل وإحضار بندقية آلية وقام بإطلاق الأعيرة النارية تجاه الباعة، مما أدى إلى وفاة اثنين منهم، مما اثار غضب باقى الباعة فقاموا بإشعال النيران فى السنتر بواسطة إلقاء زجاجات المولوتوف داخل المحل وغلق أبوابه مما أسفر عن تفحم 13 شخصا بداخله. وقال شاهد آخر أمام النيابة، إن أحد الباعة الجائلين قام بإحضار أنبوبة بوتاجاز كان يستخدمها صاحب «نصبة شاى» بجوار المحل وأشعل النيران فيها، مشيرا إلى أن الباعة استعانوا ببعض البلطجية الذين القوا زجاجات المولوتوف على واجهة المحل مما اضطر صاحبه لاغلاقه وأطلق على المتواجدين أمام المحل الرصاص من الطابق الثانى لتفرقهم ووقف إلقاء زجاجات المولوتوف الحجارة عليه، مما دفع عددا كبيرا من الباعة الجائلين لاعتلاء كوبرى الازهر وقاموا بإلقاء المولوتوف للمحل مما أدى الى اشتعال المبنى بالكامل. وقال جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة ل«الشروق» إن الحريق أسفر عن تفحم 13 شخصا، ما بين جثث لصاحب المحل والعاملين به ورواده، حيث تم العثور على جثة لسيدة وطفل صغير بين الضحايا. وأضاف أنه تم العثور على سلاح آلى وفرد خرطوش وسلاح أبيض «سنجة» بجوار الجثث، لافتا إلى أن أهالى المنطقة أصيبوا بحالة من الهلع والذعر جراء تلك الاشتباكات، فضلا عن قيام أصحاب المحال التجارية القريبة من الواقعة بإغلاق محالهم خوفا من تجدد الاشتباكات مرة أخرى، لافتا إلى عودة حركة البيع والشراء لحى الموسكى أمس عقب معاينة النيابة ومناظرة الجثامين.