سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفتي الجمهورية: التسطيح الدينى يشغلنا بالمظاهر ويبعدنا عن جوهر الدين علام: إراقة الدماء نتيجة طبيعية للتخوين ومصادرة الآراء وفرض الوصايا على الطرف الآخر
حذّر مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، من ارتفاع وتيرة التخوين بين فصائل المجتمع ودعا إلى جمع الفصائل على وجه السرعة تحت راية المصالحة الوطنية، كما حذر المفتى من توظيف الفتوى بأى شكل لحساب فصيل معين وطالب بأن يكون توظيف الفتوى وفقا للشرع ومصالح الناس لا على أى اعتبار آخر. • فى رأى فضيلتكم ما تأثير الخطاب الدينى على الأوضاع السياسية المصرية؟ للأسف استخدم الخطاب الدينى فى ارتفاع وتيرة التخوين والطعن فى الآخر ومصادرة الآراء وفرض الوصايا على الطرف الآخر، حتى وجدنا أصواتا عالية تدعو لتحريض فصائل من المجتمع على فصائل أخرى، وأدى كل هذا الاحتقان إلى إراقة الدماء. وإلى جانب تأثير الخطاب الدينى فهناك ظاهرة التسطيح الدينى والتى تعد من أهم التحديات التى تواجه الأمة والتى تركز على المظهر الخارجى والقشور بعيدا عن جوهر الدين الإسلامى، كما أن الأخطر من كل هذا هو الخلط فى المفاهيم بمعنى الخلط بين كل ما هو سياسى ودينى وبين ما هو دينى وعام وبين ما هو فتوى وما هو رأى، كل هذا من شأنه أن يخلق حالة من الضجيج والفوضى فى المجتمع والتى يستحيل معها التوصل إلى أية حلول للأزمات التى تواجه الأمة، ولكى نتغلب على كل هذا لا بد من أن نتخلق بأخلاق النبى ونهتدى بهدى الإسلام بعيدا عن التشدد والمغالاة والالتزام بالوسطية والاعتدال وهو منهج الأزهر الشريف ودار الافتاء المصرية، ونضيف لكل ما سبق إخلاص النية لله تعالى والعمل على خدمة الدين الإسلامى بعيدا عن النظرة الشخصية للأمور للحفاظ على تماسك ووحدة الأمة الإسلامية. • ما الحلول العملية والسريعة للخروج بمصر لبر الأمان؟ الوضع فى مصر الآن خطير، ويجب على جميع الأطراف التحلى بالمسئولية الوطنية، وأن يعلو مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وألا ينحاز طرف على حساب طرف آخر، وأن يدركوا أن الجميع يتحمل المسئولية عن الأحداث وعن الدماء لأنها مسئولية شرعية ووطنية. وأؤكد على ضرورة الاسراع بعملية المصالحة الوطنية لرأب الصدع وأن يكون الإسلاميون بكل فصائلهم وأحزابهم جزءا أصيلا من تلك العملية، والأهم فى هذه الفترة الدقيقة التى تمر بها مصر ألا ينجرف المجتمع وراء الشائعات التى تشحن الأطراف المختلفة كل تجاه ضد الآخر، ويجب أن يدرك المصريون جميعا أنهم كانوا وسيظلون بإذن الله نسيجا واحدا. • ما رأيكم فى توظيف الفتوى لاعتبارات سياسية تخدم اتجاها أو فصيلا بعينه؟ المفتى يؤسس فتواه وفقا للشرع ومصالح الناس لا على أى اعتبار آخر، فالإفتاء منهج وطريق واضح محدد يتعلق بمصادره وطرق البحث وشروطه، كما أن أصل الفتوى بها ثلاثة أركان هى المصادر والواقع الذى نسقط عليه الفتوى وكيفية الوصل بينهما، فالواقع جزء من الفتوى وركن من أركانها، والوصل يتم عن طريق دراسة المصالح والمقاصد الشرعية ودراسة المآلات ما دام ستؤول إليه هذه الفتوى، ودائما ما نتحرى ذلك لأن هذه أصول الفتوى، وهذه هى الطريقة التى تخرج بها الفتوى. • إذن وما هى الشروط التى تؤهل الفرد لأن يكون مفتيا؟ أن يكون مسلما بالغا عاقلا على دارية كبيرة بالعلوم الشرعية ومتخصصا فيها نظرا لطبيعة العصر، والذى نعنى به أن يكون من يتعرض للإفتاء قد درس الفقه وأصوله وقواعده دراسة مستفيضة تكسبه دراية فى ممارسة المسائل وإلماما بالواقع، وأيضا هناك شرط العدالة، والعدل هو من ليس بفاسق أضف إليها شرط الاجتهاد وهو بذل الجهد فى استنباط الحكم الشرعى من الأدلة، وأن يكون كثير الاصابة صحيح الاستنباط وهذا يحتاج إلى حسن التصور، والشرط الأخير هو الفطانة والتيقظ فيشترط فى المفتى أن يكون فطنا متيقظا ومنتبها بعيدا عن الغفلة، هذه جملة من الشروط التى ينبغى أن توجد فى المفتى فمن تتوافر فيه استحق أن يُنصب فى منصب الإفتاء.