انطلق أكثر من ألفي متظاهر من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، في مسيرة عقب صلاة الجمعة اليوم بمسجد الاستقامة، بميدان الجيزة، باتجاه ميدان النهضة، أمام جامعة القاهرة، مرورًا بشارع مراد، رافعين المصاحف وصور مرسي، ومرددين هتافات مناهضة للفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة ومؤيدة لمرسي مثل: "احنا وراك يا مرسي.. وزي ما ترسي ترسي". واحتشد المئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، بالمسجد، ظهر اليوم؛ للمشاركة في فاعليات جمعة "كسر الانقلاب" التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية، بمسيرة إلى ميدان نهضة مصر، وأثارت خطبة الشيخ عبد الله سعيد، رئيس الجمعية الشرعية بالجيزة، غضب بعضهم "لعدم دعوته المواطنين للتظاهر تأييدًا لمرسي"، ورددوا في وجهه وهو يجلس بالمحراب "حسبنا الله ونعم الوكيل"، و"أنت رجلك والقبر"، والتف بعض المصلين حول رئيس الجمعية، لحمايته من غضب أنصار مرسي. وقال خطيب المسجد ل"الشروق": "لا ألوم عليهم لكن المسجد للعبادة والطاعة وليس للهتافات والنداءات"، وعلى الناس اختيار الأصلح لدينهم ولوطنهم، والكل خائف ومتوجس". وتركزت الخطبة حول "حرمة قتل النفس بغير حق"، وقال الشيخ عبد الله سعيد: إن "قاتل النفس بغير حق لا مصير له إلا النار، وهو في جهنم وعليه غضب من الله ولعنة وله عذاب عظيم". ودعا الله أن يفرّج الكرب عن أمة محمد، وأن يرفع الفتن عن مصر وعن المسلمين، وخاطب المصلين قائلًا: "عملنا بالأسباب ولم نعرف رب الأسباب وهذا منهج يخالف منهج رسول الله، اعتصمنا بالمناصب وتركنا الله فتركنا الله لأنفسنا". وكان من هتافات المتظاهرين "إسلامية إسلامية.. رغم أنف العلمانية" "بالروح بالدم نفديك يا إسلام" "احنا وراك يامرسي.. وزي ما ترسي ترسي". ونظم بعض المتظاهرين سلسلة بشرية أمام مطرانية الجيزة، لحظة مرور المسيرة من أمامها تفاديًا لوقوع أي احتكاكات، وحين مرت المسيرة من أمام إحدى نقاط ارتكاز إحدى سيارات الأمن المركزي، ردد بعضهم "الداخلية بلطجية"، ووقف أحدهم في مواجهة المجندين رافعًا صورة مرسي، وهو يشير إلى عنقه بعلامة "الذبح"، في وقت وقف عدد من المتظاهرين حائلًا بين المسيرة والمجندين، وواصل المتظاهرون طريقهم نحو ميدان النهضة دون وقوع أية اشتباكات. ووزع المتظاهرون بيانًا يحمل المجلس العسكري، المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع عقب تنحي مبارك وحتى الآن، ودعا لاستمرار "ثورة الشباب حتى إسقاط وجوه الفساد بالكامل في القضاء والإعلام والشرطة وإزاحة من تبقى من مجلس مبارك العسكري ومنهم السيسي وتصعيد شرفاء الجيش وهم كثير" على حد تعبير البيان. في السياق نفسه، عززت القوات المسلحة وقوات الشرطة من إجراءات التأمين بمحيط مديرية أمن الجيزة، وزاد المجندون من مساحة الأسلاك الشائكة بعرض الشارع بحيث تمر السيارات من حارة واحدة، في حركة بطيئة.