●● كان كل شىء مصنوعا فى تلك المباراة.. الملعب فى واحدة من أجمل المناطق السياحية فى مصر، لكنه ليس ملعبا للأهلى والزمالك. الفريقان اللذان يلعبان غالبا فى الاستادات الكبرى بمصر. والحضور الجماهيرى كان جيدا، وحتى إنتهاء اللقاء كان هناك التزام وتنفيذ للوعد، لكن ربما بسبب الغياب الطويل للجماهير شعرنا أن الحضور جزء من ديكور، غير حقيقى، فالبهجة والفرحة بدت هى الأخرى غير حقيقية. لا شك أن الأحداث التى تمر بها البلاد زرعت داخلنا هذا الشعور.. أما عن اللعب فقد كانت الفرص الحقيقية جدا قليلة جدا.. فلا إثارة ولا صراع فنى على مستوى عالٍ، والجرى قليل مثل البهجة. والهدفان خاليان من المتعة. فهدف الزمالك من خطأ لشريف إكرامى وزحام ودربكة، وهدف الأهلى من ضربة جزاء سددها أبوتريكة وبالغ فى فرحته، مع أن عبدالواحد السيد كاد يمسك الكرة التى ارتمى نحوها. ●● هى إذن واحدة من المباريات التى انتهت دون أن ننفعل بها لمستواها، وللصيام الذى ترك أثره، ولدرجة الحرارة التى وصلت إلى 37 درجة مئوية فى البحر الأحمر، فكان اللاعب يجرى ثم يمشى، وباستثناء دقائق. كانت المباراة بين فريقين من المشائين. ●● تفوق الزمالك فى 25 دقيقة من بداية اللقاء. ففى لحظة الاستحواذ على الكرة ينطلق عيد عبدالملك وخلفه أو معه عمر جابر أحيانا أو أحمد سمير من الجبهة اليمنى، وفى الطرف الآخر فات أكثر من مرة محمد إبراهيم وسانده عبدالشافى، وكانت خطوط الفريق متقاربة ومتناسقة، فيما كانت المسافة كبيرة بين وسط الأهلى ورأسه المتقدم عبدالظاهر. فكان الفريق بلارأس أحيانا أو رأس بلا جسد فى أحيان أخرى. وزاد الطين بلة أن الطرفين لا يتقدمان، كما يجب لاسيما معوض. بينما يتقدم أحمد فتحى لكن كل كرة تخرج منه نراها عبارة عن استخدام للقوة المفرطة.. وهكذا خسر الفريق الأحمر فى نصف الساعة الأول رأسه وجسده وذارعيه أيضا.. لاحول ولاقوة إلا بالله. ●● ولكن لأنه الأهلى الذى لم يخسر أمام الزمالك منذ عام 2007. تحولت الإرادة من الزمالك إلى لاعبى الأهلى. تحركوا ونظموا الصفوف، وامتلكوا الكرة وسط الملعب. إلا انه امتلاك بلا طحن. وفى الشوط الثانى لملم الأهلى أشلاؤه، وأصبح جسدا صحيحا متماسكا، وظلت الكرة معه كل الوقت. وخسر فرصة فوز آخر فى هذا الشوط، كما خسر الزمالك فرصة الفوز فى الشوط الأول. وعلى الرغم من التغييرات التى أجراها المدربان فإننا لم نلمس أثرا لأى تغيير، سوى الهتاف لمحمود عبدالرازق شيكابالا كلما لمست الكرة قدمه. وقد حدث ذلك فى ثلاث أو أربع مناسبات ومنها مرة جرى فيها شيكابالا من منتصف الملعب إلى الإمام دون أن يدرى إلى أين يتجه أو متى يتوقف؟! ●● إنها مباراة بلاستيك، لم يفز بها الزمالك وخسرها الأهلى.. وما سبق قد يكون المذكرة التفسيرية.. أعد القراءة.