يتحول الوضع من احتجاجات وتظاهرات ضد النظام إلى احتفالات في الشوارع والميادين بسبب سقوط ذلك النظام، ولكن يبقى «التحرش» عامل مشترك في الشارع المصري، ومع كثرة المناهضين لهذه الأفعال تتزايد عمليات الإحصاء والرصد لحالات التحرش والاعتداءات، التي يوافق الفتيات اللاتي تعرضن لها على الإبلاغ، وخلال 5 أيام فقط من التظاهرات، يتم رصد أكثر من 101 حالة اعتداء جنسي متنوعة، بحسب ما ذكره مركز نظرة للدراسات النسوية، وذلك منذ 28 يونيو إلى 3 يوليو 2013. وقالت مزن حسن، المدير التنفيذي لمركز نظرة للدراسات النسوية، إن ما يحدث في الميادين، لا يصنف على أنه تحرش، بل هو اعتداء جنسي وحالات اغتصاب جماعية، مضيفة في حديثها ل (بوابة الشروق) أن "هناك حالات اعتداءات واغتصاب تقع ولا يتم رصدها بسبب أن غالبية البنات لا تتكلم خوفًا من المجتمع والأهل".
30 يونيو
أعلن «مركز القاهرة للتنمية» عن حصر بلاغات عن حالات تحرش وصلت إلى 46 حالة تم رصدهم بميدان التحرير يوم 30 يونيو من بينهم حالات اعتداء جنسي واغتصاب جماعي للفتيات والنساء في قلب الميدان.
وأكد المركز في البيان الصادر له عن إحصائيات ذلك اليوم، أنه، "لولا مجهودات الفرق الخاصة بمناهضة التحرش والموجودة بميدان التحرير للتصدى للمعتدين وإنقاذ النساء لكان العدد أكثر من ذلك بكثير"، واعتبر المركز أن ما حدث هو تصرف ممنهج ومخطط له من قبل بهدف إبعاد النساء عن السياسة والتظاهرات بالميدان، مشيرًا في البيان إلى أن النساء سترفض التحدث عما حدث لها بسبب «الوصمة الاجتماعية».
بينما أصدرت حملة «شفت تحرش» بيانها عن حالات الاعتداءات الجنسية الجماعية والاغتصاب في نفس اليوم، والتى قدرتها ب «51 حالة» في محيط ميدان التحرير فقط، وفقاً لإحصائيات «قوة ضد التحرش»، و«مؤسسة نظرة للدراسات النسوية»، وأكدت الحملة أن جميع هذه الحالات تتسم ب "العنف المفرط"، واتهمت "شفت تحرش"، جماعة الإخوان المسلمين، بأنها السبب وراء هذه الاعتداءات، حيث "استخدم قيادات جماعة الإخوان المسلمين حالات الإرهاب والتحرش الجنسي الجماعي، الذي وقع في الآونة الأخيرة ذريعة لتشويه الثورة المصرية، والنيل من مجهودات حركة تمرد، ومحاولة لفت انتباه الرأي العام الدولي إلى أن المحتجين في مصر ليسوا على قدر من التحضر والمدنية"، بحسب ما جاء في البيان.
1 يوليو أما في ثاني أيام المظاهرات، تم رصد 17 حالة اعتداء جنسي، بخلاف من رفضوا الإفصاح عما حدث لهم من اعتداء، بحسب ما نشرته مجموعة من حملات ضد التحرش مثل «مركز نظرة للدراسات النسوية، المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، مجموعة تحرير بودي جارد، ومجموعة قوة ضد التحرش الاعتداء الجنسي الجماعي».
2 يوليو كما حصر مركز نظرة، بالتعاون مع العديد من المنظمات الحقوقية والحملات المناهضة للتحرش، عدد حالات الاعتداء يوم 2 يوليو والتي وصلت إلى26 حالة اعتداء جنسي في محيط ميدان التحرير، وهو ما يتم الإفصاح عنه من قبل الناجيات اللاتي يوافقن على تقديم بلاغات.
وأوضحت حملة "قوة ضد التحرش" أن حالة واحدة فقط في هذا اليوم احتاجت إلى دعم نفسي، كما تم التدخل السريع في 12 حالة قبل أن يصلوا مرحلة التصعيد المعتاد.
3 يوليو وجاء حصر حملة "قوة ضد التحرش" في اليوم الرابع ليقدر حالات الاعتداءات الجنسية بأكثر من 80 حالة اعتداء، "7 حالات احتاجوا عناية طبية، وواحدة احتاجت إلى مستشفى، كما وصلت حالتا اغتصاب"، بحسب ما جاء في البيان الإحصائي الصادر في نهاية اليوم علي صفحة الحملة على الفيسبوك، كما أوضح البيان أنه تم التصدي لحالة اعتداء تحت مسمي «كشف العذرية» على إحدى الناجيات في نقطة شرطة محطة مترو السادات، وذلك بعد تدخل مجموعة "بنات مصر خط أحمر"، لوقف هذا الاعتداء.
وذكر البيان المشترك الذي نشره موقع مركز نظرة للدراسات النسوية والموقع عليه من قبل 5 منظمات حقوقية أخري هم "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، مجموعة تحرير بودي جارد، مجموعة قوة ضد التحرش الاعتداء الجنسي الجماعي، مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب، مؤسسة المرأة الجديدة، ومؤسسة المرأة والذاكرة"، أنه لا يتم إجراء أي تحقيقات في وقائع الاغتصاب الجماعي الموثقة من وقت احتجاجات وتظاهرات ذكرى ثورة يناير الثانية، وقالت في بيانها إن "رد الفعل الرسمي وقتها، متمثلا في تصريحات لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى، بتوجيه اللوم للنساء على تواجدهن في مناطق التظاهرات، حيث صرح أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى، على سبيل المثال، أن بعض الفتيات يساهمن بنسبة 100 % في اغتصابهن لأنهن وضعن أنفسهن في هذه الظروف".
ورغم جرأة الكثير من الفتيات الناجيات علي الحديث عما تعرضن له من اعتداءات جنسية، إلا أن هناك الأكثر ممن يرفضن الحديث أو الإبلاغ، ورغم رصد حالات اغتصاب كثيرة، إلا أنه لا يتم فضحها إعلاميًا، وهو ما أرجعه مركز القاهرة للتنمية، إلي أن "الخوف على "سمعة الميدان".