احتلت أنباء مفاوضات السلام المباشرة بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان الأفغانية مساحات واسعة على صفحات الصحف البريطانية اليوم التي لم تغب عنها أيضا نتائج قمة مجموعة الثماني التي تستضيفها بريطانيا وكان الصراع السوري على رأس القضايا التي تناولتها. ومن صحيفة الغارديان نطالع مقالا حول محادثات السلام بين واشنطن وطالبان تحت عنوان "لا استسلام وراء زهور طالبان البيضاء".
وتقول مراسلة الصحيفة في كابول ايما غراهام هاريسون إن وراء الدعوة المفاجئة لعقد مباحثات سلام تكمن سنوات من العنف والشك والريبة.
وأضافت هاريسون أن مسؤولين من طالبان، وهي جماعة مسلحة متشددة مخيفة حظرت مشاهدة التلفزيون وحمت تنظيم القاعدة، باغتوا العالم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي بعرض طلب إجراء مفاوضات سلام.
وتقول الغارديان إن واشنطن ستستجيب للمبادرة، فهي تسعى لعقد صفقة لتبادل السجناء للإفراج عن الجندي الأمريكي الذي تحتجزه طالبان.
وفي الوقت ذاته تريد إعداد خطة تضمن انسحابا سهلا لقواتها من أفغانستان دون السماح للقاعدة بوضع أقدامها مرة أخرى هناك أو تخاطر باندلاع حرب أهلية.
وتضيف الصحيفة أن واشنطن بإمكاناتها الهائلة واستعراض "عضلاتها" العسكرية لا تستطيع تقديم أكثر مما قد تضمن الحصول عليه من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الذي حاول على مدار سنوات الاقتراب من مقاتلي طالبان الذين وصفهم بأنهم الإخوة الضالون.
ولكن كرزاي، بحسب الغارديان، تنتابه الشكوك حول دوافع الولاياتالمتحدة، وأعرب عن ضيقه من إجراء المحادثات خارج أفغانستان بل إنه طالب مسلحي الحركة بضرورة نقل المفاوضات إلى الأراضي الأفغانية في أقرب وقت ممكن.
وتقول الغارديان إن طالبان أعلنت عن دخولها محادثات السلام بعد أعمال عنف بدأت بها موسم الصيف ربما بغرض أن تجلس إلى طاولة المفاوضات من موقع القوة، ولكن مجرد بدء المفاوضات ستكون خطوة تؤثر في معنويات طالبان ويكبح جماحها إن لم يحدث تقدم ملموس.
انقلاب تقول التايمز إن القادة الغربيين تعلموا الدرس من غزو العراق
وإلى صحيفة التايمز التي نشرت على صفحتها الرئيسية موضوعا في الشأن السوري تحت عنوان "الغرب يحاول التخطيط لانقلاب عسكري في سوريا".
وتقول التايمز "إن قادة مجموعة الثماني اتفقوا خلال قمتهم التي عقدت في ايرلندا الشمالية على أن أعوان الأسد يمكن أن يسمح لهم بلعب دور مهم في إعادة بناء سوريا في محاولة لتشجيع فكرة الانقلاب الداخلي ضد الديكتاتور" على حد وصف الصحيفة.
وأضافت التايمز أن قادة مجموعة الثماني وعدوا كبار الجنرالات والشخصيات البارزة في أجهزة الأمن السورية بأنهم سينجون إذا ما رحل الرئيس السوري بشار الأسد.
وترى الصحيفة أن هذا التعهد جزء من محاولة تعلم الدروس المستفادة من العراق الذي شهد صراعا طائفيا بعد الإطاحة بصدام حسين وكافة معاونيه العسكريين، غير أنه في الوقت ذاته جاء ليشجع المقربين من الأسد على الانشقاق عنه.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن قادة مجموعة الثماني يريدون إقناع الموالين للأسد، الذين يعلمون في داخلهم أنه راحل، بأن سوريا لن تسقط في مستنقع الفوضى بدون الرئيس السوري.
وتضيف الصحيفة أن الآمال في تحقيق تقدم سلس في طريق عقد محادثات للسلام في سوريا تبخرت بسبب إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحدي ضغوط القادة المشاركين في القمة.
وقالت التايمز إن بوتين رفض اقتراحات بعقد مؤتمر جنيف للسلام الشهر المقبل، ورفض أيضا التخلي عن الأسد.
شكوك أقنع كاميرون الاتحاد الأوروبي برفع الحظر المفروض على تسليح المعارضة السورية
ومازلنا مع الشأن السوري، ففي صحيفة الفاينانشيال تايمز نشر مقال كتبه جيمس بليتز واليزابيث ريغبي عن رئيس الوزراء البريطاني الذي فقد الدعم اللازم لاتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في الحكومة ونواب برلمانيين اعتقادهم بأنه من المستبعد أن تقدم بريطانيا على تسليح المعارضة السورية لأن "ديفيد كاميرون فقد الدعم الداخلي اللازم لاتخاذ مثل هذه الخطوة".
وتقول الفاينانشيال تايمز إن كاميرون على مدار الأشهر الماضية كان أكثر القادة الغربيين تحمسا لفكرة تسليح المعارضة المعتدلة في مواجهة الأسد، وتلقى كاميرون الأسبوع الماضي رسالة دعم من واشنطن التي أعلنت عن خططها لتسليح المعارضة السورية.
ولكن المشكلة في الوقت الحالي، بحسب الصحيفة، أن خطوة مماثلة تتخذها بريطانيا ستقابل بمعارضة صريحة من أعضاء في حزب المحافظين الذين ألمحوا إلى أنه من غير المحتمل أن يمرر نواب البرلمان هذه الخطوة.
ونقلت الصحيفة عن نواب بارزين من حزب المحافظين أن طرح خطة لتسليح المعارضة في مجلس العموم قد يعيد إلى الأذهان ذكرى سيئة عن كيفية تورط بريطانيا في حربي العراق وأفغانستان.
وأضاف هؤلاء أن هناك مشاعر متباينة بشأن نتائج التدخل العسكري في ليبيا الذي أطاح بالزعيم السابق معمر القذافي واعتبر منذ ذلك الحين نصرا سياسيا لكاميرون ولكن من ينظر إلى ليبيا الآن يجد أنها تعاني من عدم الاستقرار ومعظم الأسلحة التي قدمت للميلشيات المعارضة للقذافي انتقلت عبر الحدود إلى دول أخرى في شمال افريقيا.
عقد من الزمان تشهد بريطانيا أبرد فصل ربيع منذ 50 عاما
ومن قضايا الشأن الداخلي التي اهتمت بها الصحف البريطانية جميعا نظرا لأنها تشغل بال الكثيرين في البلاد، قضية الطقس الممطر في فصل الصيف.
وكتبت صحيفة الاندبندنت موضوعا تحت عنوان "أمطار الصيف قد تستمر 10 سنوات".
وقالت الصحيفة إن خبراء الطقس في بريطانيا شاركوا في مؤتمر خصص لبحث التغير "الغريب" في الطقس في فصول السنة.
وأضافت الاندبندنت أن المؤتمر جاء بعد أن مرت بريطانيا بشتاء قارس في عام 2010 ثم تلاه صيف 2012 الممطر وأخيرا ما وصف بأنه أبرد فصل ربيع منذ خمسين عاما.
وأجمع الخبراء على أن التغير المناخي كان السبب الرئيسي في الطقس البارد في بريطانيا وبخاصة أن العلماء لاحظوا ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة شمال المحيط الأطلسي في السنوات الأخيرة.
وأوضح العلماء أن الرياح الباردة القادمة من هذه المنطقة عادة ما تسير من الغرب إلى الشرق وهي المنطقة التي تقع في شمال بريطانيا ولكن بسبب التغيرات المناخية تندفع الرياح جنوبا حاملة معها الطقس البارد لبريطانيا.