مع الاضطرابات المفاجئة والعنيفة التي اجتاحت مناطق عدة في بريطانيا يعيش المسؤولون وأفراد الشعب على حد سواء أياما عصيبة تختلط فيها الرؤية حول حقيقة ما جرى في شوارعها والأسباب التي أدت إليه. ولذلك فقد طغت هذه الأحداث تقريبا على صفحات الصحف البريطانية لليوم الرابع على التوالي، لكنها تنحى الآن إلى تحليل العوامل التي دفعت شبابا وفتيانا في بعض الأحيان إلى الاعتداء على ممتلكات خاصة وعامة بذلك القدر من المرارة وعدم الانتماء. من المقالات التحليلية ما كتبه شون بيلي في صحيفة الغارديان تحت عنوان احتجاجات بدون مسؤولية يدعو فيها إلى السعي للفهم وإلى عدم التبسيط في التفسير. يعدد بيلي أربعة اسباب في رأيه لهذه الاحتجاجات: سلوك انتهازي لبعض صغار الشباب، محاولة من بعض هؤلاء لإفهام السلطات من الذي يفرض سلطته حقيقة، وشعور عام بالغضب والحنق بين هؤلاء، والسبب الرابع السياسيون الذين يحاولون ركوب الموجة لاستعراض ما يؤمنون به. ويرفض بيلي مقارنة هذه الاضطرابات بما شهدته البلاد قبل 25 عاما فيقول صحيح ان البلاد قد تكون في وضع أسوأ اقتصاديا عما كانت عليه أيامها لكنها اجتماعيا في وضع أفضل بكثير . وبعد استعراض لما يدعوه للاقتناع بهذه الأسباب وتقريره بأنه يرى أن المشكلة الحقيقية هنا هي المسؤولية. ويطرح الكاتب اسئلة مثل من المسؤول عن فرض القانون والنظام في البلاد ؟ ومن المسؤول عن سلوك الشباب؟ وهل يمكن لنا أن نلوم الدولة بينما تم السماح للآباء بالتخلي عن مسؤوليتهم عن سلوك أبنائهم؟ ورد بيلي على هذه الأسئلة هو أن المشكلة الكبرى التي واجهت البلاد على مدى العقدين الماضيين هي ان كل شخص يعتقد ان على الحكومة أن تقوم بكل شيء فقد استبدلت مسؤولية الدولة بالمسؤولية الشخصية أو مسؤولية المجتمع الصغير، وإن اعمال الشغب قد برهنت لنا على خطأ هذا النهج في التفكير . ويختم بيلي مقاله بالقول إننا جميعا مسؤولون عن أعمال الشغب هذه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فقد وقفنا نرقب الحكومة السابقة تتحدث عن حقوق صغار لشباب دونما ذكر للمسؤولية. وأضاف لقد سمحنا لنظام الرفاه الاجتماعي بدعم اساليب معيشة غير أخلاقية ولم نعلم صغارنا أن ثقافة الحق في امتلاك أي شيء غير صائبة أخلاقيا. نحن بحاجة إلى أن ننضج سوية ونتحمل معا مسؤولية المسؤولية . صحيفة الفاينانشيال تايمز تفرد صفحة كاملة للحديث عن الطاغية المنبوذ الآن وتقصد به الرئيس السوري بشار الأسد. وتستعرض الصحيفة في تقرير لمراسلتيها رولى خلف وأبيغيل فيلدينغ سميث الضغوط التي تشتد على الأسد من الدول العربية والأجنبية والمصاعب التي تواجهها قوى المعارضة حتى الآن في حسم النزاع الدائر في سورية لصالحها. ونشرت الصحيفة أيضا افتتاحية حول نفس الموضوع، وتحت عنوان عزل الأسد تقول الصحيفة لقد آن الأوان للتضييق أكثر على نظام شرس لكنه ضعيف . وتقول الصحيفة في مستهل افتتاحيتها إن بشار الأسد وعشيرته يحولون سورية إلى مسلخ، وإن هجومهم في رمضان بالدبابات والمدرعات والقناصة التي نشروها وفرق الموت والتعذيب يقتل المئات. ومع ذلك فالديمقراطيون السوريون يتدفقون إلى الشوارع مطالبين بإزاحة النظام، وأعدادهم في تزايد. وتمضي الصحيفة فتقول وعلى عكس ما جرى في ليبيا فلن يكون هناك تدخل عسكري أجنبي يمد لهم يد المساعدة كما ان المتمردين السوريين لا يريدون ذلك إلا أن أقل ما يمكن أن يتوقعوه من الخارج هو دفعة جديدة لعزل النظام خاصة وأن عائلة الأسد تبذل جهدا حسنا في سبيل تحقيق ذلك. وقالت الفاينانشيال تايمز إن العقوبات التي تستهدف لمنتفعين بصلاتهم بعائلة الأسد لها بدأت بالفعل تحقق المطلوب منها، فأموال النظام تنفد، وقد طلبت سورية الشهر الماضي من السعودية مبلغ مليار دولار لتخفيف أزمة السيولة النقدية لديها. وإن شراسة نظام الأسد تجعله أضعف . وترى الصحيفة أن على مجلس الأمن حين يجتمع اليوم أن يضيق الخناق أكثر على النظام السوري، كما أن على دول الاتحاد الأوروبي التي تشتري معظم النفط السوري أن تضع إطارا قانونيا يمكنها من فسخ هذه العقود، فالصادرات التي ستخسرها لن تؤثر على سوق النفط لكنها ستساعد في إضعاف المورد الرئيسي الأخير لسورية من العملة الصعبة . وأوصت الصحيفة في ختام افتتاحيتها بأن يتم مع تضاؤل قدرات النظام تشكيل مجموعة اتصال على غرار المجموعة الليبية فيها تمثيل قوي من المنطقة لإدارة الفترة الانتقالية في سورية. وتنهي الفاينانشيال تايمز افتتاحيتها بتقرير أن نظام الأسد قد تخلى عن أي شرعية وليس له أي حق في شن هذه الحرب القاتلة على شعبه. صحيفة الديلي تلغراف تنقل عن مصادر دبلوماسية غربية أن المحادثات الاستكشافية بين الولاياتالمتحدة وقيادة طالبان قد انهارت بسبب تسريبات عن حدوثها. وأضافت الصحيفة أن السرية المطلقة كانت شرطا اساسيا للقاءات التي جرت في قطر وألمانيا أوائل هذا العام بين طيب أغا السكرتير الخاص السابق للزعيم الطالبان الملا عمر وبين مسؤولين كبار من وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه). ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن المحادثات التي وصفت بأنها خطوة أولية كانت تهدف إلى الاتفاق على سلسلة من إجراءات بناء الثقة لإقناع طالبان بأن الولاياتالمتحدة وحلفاءها جادون بشأن التوصل إلى تسوية يتم التفاوض حولها. وقالت الصحيفة إن زعماء طالبان كانوا شديدي القلق حول الاشتراك في المفاوضات بسبب الارتياب الواسع النطاق بين قياداتها التي كانت تعتقد أن الأمريكيين لا يسعون سوى لإجراء حوار لتقسيم حركتهم ومخاوف من أن تدمر المحادثات مصداقيتهم. لكن وبعد 3 جلسات فقط تسربت أنباء اجتماعين عقدا في ألمانيا وآخر في قطر في شهري مارس/آذار ونيسان/إبريل إلى صحيفة الواشنطن بوست ومجلة دير شبيغل التي نشرت اسم طيب أغا بصفته المتفاوض الرئيسي عن طالبان.