يخطط قادة مجموعة الثماني باللعب بورقة الانقلاب الداخلي في سوريا ضد بشار الأسد، بعد أن فشلت جميع مقترحاتهم حول وجود مخرج للأزمة السورية وإزاحة بشار من على كرسي الحكم. من هذا المنطلق نشرت صحيفة «التايمز» اليوم الأربعاء على صفحتها الرئيسية موضوعا في الشأن السوري تحت عنوان «الغرب يحاول التخطيط لانقلاب عسكري في سوريا». وقالت الصحيفة: «إن قادة مجموعة الثماني اتفقوا خلال قمتهم التي عقدت في ايرلندا الشمالية على أن أعوان الأسد يمكن أن يسمح لهم بلعب دور مهم في إعادة بناء سوريا في محاولة لتشجيع فكرة الانقلاب الداخلي ضد الديكتاتور». وأضافت التايمز أن قادة مجموعة الثماني وعدوا كبار الجنرالات والشخصيات البارزة في أجهزة الأمن السورية بأنهم سينجون إذا ما رحل الرئيس السوري بشار الأسد. تجربة العراق وترى الصحيفة أن هذا التعهد جزء من محاولة تعلم الدروس المستفادة من العراق الذي شهد صراعا طائفيا بعد الإطاحة بصدام حسين وكافة معاونيه العسكريين، غير أنه في الوقت ذاته جاء ليشجع المقربين من الأسد على الانشقاق عنه. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن قادة مجموعة الثماني يريدون إقناع الموالين للأسد، الذين يعلمون في داخلهم أنه راحل، بأن سوريا لن تسقط في مستنقع الفوضى بدون الرئيس السوري. وتضيف الصحيفة أن الآمال في تحقيق تقدم سلس في طريق عقد محادثات للسلام في سوريا تبخرت بسبب إصرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحدي ضغوط القادة المشاركين في القمة. وقالت التايمز إن بوتين رفض اقتراحات بعقد مؤتمر جنيف للسلام الشهر المقبل، ورفض أيضا التخلي عن الأسد. الدعم المفقود ونحو هذا الصدد نشرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» مقال كتبه جيمس بليتز واليزابيث ريغبي عن رئيس الوزراء البريطاني الذي فقد الدعم اللازم لاتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين كبار في الحكومة ونواب برلمانيين اعتقادهم بأنه من المستبعد أن تقدم بريطانيا على تسليح المعارضة السورية لأن «ديفيد كاميرون فقد الدعم الداخلي اللازم لاتخاذ مثل هذه الخطوة». وتقول الفاينانشيال تايمز إن كاميرون على مدار الأشهر الماضية كان أكثر القادة الغربيين تحمسا لفكرة تسليح المعارضة المعتدلة في مواجهة الأسد، وتلقى كاميرون الأسبوع الماضي رسالة دعم من واشنطن التي أعلنت عن خططها لتسليح المعارضة السورية. ولكن المشكلة في الوقت الحالي، بحسب الصحيفة، أن خطوة مماثلة تتخذها بريطانيا ستقابل بمعارضة صريحة من أعضاء في حزب المحافظين الذين ألمحوا إلى أنه من غير المحتمل أن يمرر نواب البرلمان هذه الخطوة. ونقلت الصحيفة عن نواب بارزين من حزب المحافظين أن طرح خطة لتسليح المعارضة في مجلس العموم قد يعيد إلى الأذهان ذكرى سيئة عن كيفية تورط بريطانيا في حربي العراق وأفغانستان. وأضاف هؤلاء أن هناك مشاعر متباينة بشأن نتائج التدخل العسكري في ليبيا الذي أطاح بالزعيم السابق معمر القذافي واعتبر منذ ذلك الحين نصرا سياسيا لكاميرون ولكن من ينظر إلى ليبيا الآن يجد أنها تعاني من عدم الاستقرار ومعظم الأسلحة التي قدمت للميلشيات المعارضة للقذافي انتقلت عبر الحدود إلى دول أخرى في شمال إفريقيا. فشل رئيسي أعرب رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق آلان جوبيه اليوم الأربعاء عن اعتقاده أن عدم القدرة على التوصل إلى أتفاق بشأن الأزمة السورية يعد «فشلا رئيسيا» بالنسبة للدول الكبرى، مشددا على ما أطلق عليه «المسؤولية التاريخية لروسيا». وأضاف جوبيه وزير الخارجية الفرنسي السابق في مقابلة مع قناة «اي تيليه» أن الفشل الرئيسي لقمة مجموعة الثمانية التي انعقدت خلال اليومين الماضيين بأيرلندا الشمالية يكمن بالطبع في عدم قدرة رؤساء كبرى الدول والحكومات على التوصل إلى أتفاق بشأن سوريا حيث يتواصل القتال. ووصف جوبيه ،العضو البارز في حزب «الإتحاد من أجل حركة شعبية» اليمين المعارض بفرنسا، ما يجرى بسوريا ب«المجزرة البشعة للشعب السوري مع ما يقرب من 100 ألف قتيل، وعدم قدرة المجتمع الدولي على التحرك». وحمل جوبيه الذي يشغل حاليا منصب رئيس بلدية مدينة بوردو (جنوب) مسئولية تدهور الوضع فى سوريا على روسيا، قائلا أن موسكو تتحمل مسئولية تاريخية بموقفها العنيد والصلب الداعم للنظام السوري «الإجرامي»، منتقدا في الوقت ذاته عدم قدرة الديمقراطيات الكبرى على الحفاظ على مواقفها. وتابع «لقد أكدنا جميعا أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا سيكون خطا أحمر، ولم يحدث أي شيء». معربا عن قلقه إزاء تداعيات الوضع بسوريا على المنطقة بأسرها ولاسيما لبنان الذي يعانى من حالة عدم الاستقرار ، والأردن الذي يواجه تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين، وكذلك تركيا. على الجانب الأخر شكر لائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم الأربعاء مجموعة الدول الثمانية على تعهداتها بدفع مبلغ 1.5 مليار دولار كمساعدات إنسانية للشعب السوري، مجددا مطالبته بتنحي الرئيس بشار الأسد. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن الائتلاف في بيان أصدره اليوم قوله « انه يتعين توزيع المساعدات الإنسانية عبر مؤسسات الائتلاف الوطني السوري"، مشددا على التزامه بقبول أي حل سياسي يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري في إسقاط نظام الأسد ومحاكمة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين». وأكد الائتلاف المعارض احتفاظه بحق استخدام جميع الوسائل للوصول إلى أهدافه في تحقيق تطلعات الشعب، وعلى رأسها العمل العسكري.