بين «تمرد» و«تجرد» استمرت حالة الشحن عبر تصريحات ضيوف برامج التوك شو، وفى منطقة الوسط ظهرت بعض الأصوات تنادى بضرورة إعمال العقل والبحث عن حلول حقيقية لإزالة الاحتقان فى الشارع المصرى، وتطالب الرئاسة بقرارات حاسمة توقف حالة الانقسام. وفى مداخلة هاتفية مع برنامج «هنا العاصمة» أعرب المتحدث باسم جماعة الإخوان ياسر محرز عن قلقه من تكرار الاشتباكات التى حدثت الثلاثاء الماضى أمام وزارة الثقافة فى شارع شجرة الدر مرة أخرى فى مظاهرات يوم 30 يونيو الحالى، والتى دعا إليها بعض القوى السياسية، مؤكدا أن الوضع فى مصر حاليا خطير، وقال إنه لم يتم تحديد موقف الإخوان من تنظيم مليونية فى يوم 28 يونيو الحالى حتى هذه اللحظة، وإن الدعوة لمليونية السبت المقبل تأتى لمساندة الشعب السورى وليس لغرض عرض الحشود المؤيدة للرئيس محمد مرسى قبل 30 يونيو.
وأكد نبيل نعيم القيادى فى تنظيم الجهاد المصرى فى برنامج «الشعب يريد» على قناة «التحرير»، أن المتظاهرين لو بقوا فى الشارع خلال 30 يونيو كما حدث فى أيام مبارك فسوف يحدث نفس السيناريو، ووقتها سوف يطالب الجيش الرئيس مرسى بالتنحى لأنه لن يستطيع أن يضرب الشعب، وحتى لو بقى الرئيس فى القصر فسوف تدار الدولة من وزارة الدفاع حسب وصفه.
فيما أعلن محمد أبو سمرة الأمين العام للحزب الإسلامى، عدم المشاركة فى تظاهرات 30 يونيو، وقال: «إننا نسير نحو نفق مظلم وأحمل الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسئولية الكاملة عن ذلك، خاصة أن الرئيس مرسى هو من بيده الأمر ويملك السلطات»، وأضاف خلال لقائه مع الإعلامية رولا خرسا فى برنامجها «البلد اليوم»: الجيش لن يتورط فى دعوات التمرد والفريق السيسى يدرك المخاطر المحيطة بمصر، وأجلنا إعلان الثورة الإسلامية فى حال سقوط مرسى لترقب التطورات، وقررنا ألا نلوث أيدينا بدماء المصريين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين.
ووصف الكاتب الصحفى نبيل زكى خلال لقاء له ببرنامج «صباح البلد» ما يحدث الآن من حشد جماهيرى، هو محاولة لإحياء ثورة 25 يناير التى سرقت، واستعادتها والتذكير بأهدافها وشعاراتها التى لم يتحقق منها أى شىء حتى هذه اللحظة.
وأكد زكى أن جماعة الإخوان والتيارات الدينية لديها قلق من يوم 30 يونيو، مطالبا الرئيس باتخاذ قرارات تعمل على تهدئة الشارع المصرى، كإقالة النائب العام الحالى، ومواجهة ارتفاع الأسعار والبطالة، والبحث عن حلول للسولار والبنزين وانقطاع الكهرباء.
قال د. مصطفى الفقى، إن الشارع المصرى لم يكن منقسما على ذاته مثلما يحدث الآن بين «تمرد وتجرد»، ولابد أن يدرك النظام الحاكم أن هناك مشكلة حقيقية وفى حواره لبرنامج «مصر الجديدة» اقترح الفقى على الرئيس مرسى، أن يقوم بتشكيل مجلس حكماء يضم محمد حسنين هيكل وبطرس بطرس غالى، وطالبه أيضا بالاجتماع بالدكتور البرادعى ووصف الأخير بأنه ملهم الثورة.