تبادل المسئولون وأهالى منطقة المناصرة الاتهامات بالتقصير فى تطوير المنطقة، ما يؤدى إلى حرائق وكوارث متكررة، آخرها حريق صباح أمس الأول السبت، الذى بدأ فى مصنع أسفنج وامتد إلى 5 عقارات مجاورة، ما أسفر عن مقتل عاملين وإصابة 5 آخرين، وقدرت خسائره بأكثر من مليونى جنيه. وانتقلت «الشروق» إلى المنطقة، التى تمتلئ شوارعها بالورش والمحال التجارية، وتتكدس حواريها وأزقتها الضيقة بالبضائع، حيث تضم المنطقة أكثر من 300 حارة وزقاق، وتعتبر من المناطق التجارية والصناعية بالقاهرة المهددة دائما بالحرائق لأسباب مختلفة، بسبب سوء شبكة الكهرباء وتلال القمامة والبضائع، لتصبح الحرائق ضيفا شهريا، كما يقول الأهالى.
قال على محمد، صاحب محل بالمناصرة، إن المنطقة شهدت العديد من الحرائق، وأغلبها نشب بسبب الأسلاك الكهربائية المتشابكة، وتبدو عشوائية، وقديمة جدا، لذلك فهى غير آمنة، وأى عطل فيها يؤدى إلى نشوب الحرائق.
وأشار إلى أن البضاعة المخزنة أغلبها من خامات البلاستيك والإكسسوارات، التى تحتوى على مواد سريعة الاشتعال، ما ينتج عنه حرائق كبيرة يصعب السيطرة عليها فور نشوبها. واتهم محمد على المسئولين بعدم تطوير المنطقة وتنظيفها، موضحا أنهم علموا بإنشاء أسواق كبيرة بالقاهرة الجديدة لنقل سكان المنطقة والمحال التجارية إليها، لتخفيف العبء عن وسط البلد، وقال «لابد من تطوير المنطقة وتنظيفها بدلا من إخلائها من أهلها».
من جهته قال رضا عبداللطيف، صاحب محل بالمنطقة، إن سيارات الإطفاء تأتى فور الإبلاغ عن أى حريق إلا أنها تواجه صعوبة بالغة فى الوصول إلى مكان الحريق، وتضطر فى أغلب الأحيان إلى ترك السيارات فى الخارج مستخدمة خراطيم الإطفاء فى احتواء الحريق.
وأرجع المقدم شريف خالد، رئيس منطقة إطفاء الأوبرا أسباب الحرائق الكثيرة بالمنطقة إلى سوء طريقة تخزين أصحاب المحال للبضائع، خاصة التى تحتوى على خامات القطن، حيث يخزن أصحاب المحال كميات كبيرة من الأقمشة داخل مخازن صغيرة الحجم ومغلقة ولا تحتوى على فتحات تهوية، تساعد على تكوين الانبعاث الحرارى وتزيد من قدرة النيران على الانتشار، وهم يعتمدون على نظرية «ربنا يستر».
وأوضح خالد أن الحماية المدنية تواجه مشكلة التهوية، عند التعامل مع حرائق تلك المنطقة التجارية، بالإضافة إلى ضيق الممرات، وعدم تعاون البائعين فى إزالة بضائعهم من أمام سيارات الإطفاء أو تباطؤهم فى ذلك، مقترحا تقليل التكدس بالمنطقة بنقل مخازن البضائع إلى أماكن خارجها تتوافر فيها شروط التخزين السليمة، وإعادة هيكلة شبكة الإطفاء الموجودة بالحارة من قبل الحى، بحيث تكون المسافة بين كل مضخة مياة والأخرى 20 مترا.
وأشار إلى أنهم خاطبوا الحى أكثر من مرة ولم يتلقوا ردا حتى الآن، ووضع عقوبات رادعة لكل من ينتزع أو يكسر مضخات المياه.
فى السياق ذاته أمرت نيابة الموسكى برئاسة المستشار محمد أبوالعلا، أمس باستعجال تحريات مباحث القاهرة حول الواقعة، واستعجال تقرير المعمل الجنائى لتحديد قيمة التلفيات ومعرفة سبب الحريق.
وأكد أصحاب المحال المحترقة وعدد من شهود العيان أمام النيابة عدم وجود شبهة جنائية وراء الحادث، مشيرين إلى أن الخسائر أكثر من مليونى جنيه.
وأشار أصحاب المحال المحترقة إلى أن ما ساعد على اشتعال النيران التى نشبت فى مصنع الأسفنج وانتشارها، وجود مواد سريعة الاشتعال كالبنزين و«الكلة»، بالإضافة إلى الأسفنج، ما أسفر عن وفاة العاملين أحمد فتحى عبدالحليم، وعبدالصادق عبدالحميد عبدالصادق، وإصابة 5 آخرين باختناقات.