حذر الكاتب الصحفي الكبير فهمي هويدي من أن «الأمة الإسلامية الآن علي أعتاب انزلاق نحو صراعات طائفية ونزاعات تفتت الأمة». وتابع، خلال مؤتمر في العاصمة الإيرانيةطهران أمس الأول بعنوان «الحركات الإسلامية الشعبية نحو التغيير من وجهة نظر الإمام الخميني»: «عندما قامت الثورة الإيرانية (عام 1979) كنت أعمل في الكويت، وكانت تأتينا كتب الإمام الخميني مهربة ومغلفة بأغلفة كتب أخري، وأتيح لي في هذا الوقت أن أقرأ ما كتبه عن الحكومة الإسلامية».
وأضاف هويدي، بحضور نحو 200 شخص بينهم صحفيون مصريون، أن «أول رسالة قرأتها من كتابات الخميني هي أن الإسلام الحقيقي هو ثورة ضد الظلم السياسي والاجتماعي، ولكي تكون مسلما حقيقيا لا ينبغي أن تقبل بالظلم والاستبداد والقهر والاستعمار، وأنه يجب أن تعتز بدينك.. هذا الشعور بالاعتزاز الذي غاب عنا لسنوات بدأنا نشعر به حينما تلقينا كتابات الخميني».
وشدد علي أن «الاستدعاء لقيم الإسلام بعد الثورة الإيرانية يحملنا نحن والأجيال القادمة مسئولية في كيفية توظيف هذه الثورة من أجل أن تكون خطوة إلي الأمام لصالح تحقيق التقدم والوحدة والنهضة الإسلامية».
ومنبها، قال إنه: «علينا الانتباه إلي القوي المتربصة، وقد كان الخميني ذا نظر ثاقب في وقت مبكر عندما لم يعتبر الشاه هو المشكلة الوحيدة، وهذا كان هاديا للإمام الخميني ولمن يعيشون في إيران».
ورأي هويدي أن «هذا البصر النافذ جعل الثورة الإسلامية والإمام الخميني يوجهان سهامهما منذ اللحظة الأولي نحو إسرائيل وأمريكا، فهما العدو الذي يجب أن نصوب سهامنا نحوه». ومقارنة بين الثورة الإيرانية وثورات أخري، قال إنه: «في ثورات كثيرة يحاول القائمون عليها عمل مواءمات لاستمالة القوي الكبري»، وهنا يجب أن نعترف بأن الإمام الخميني، ومنذ اللحظة الأولي، كان مستندا ومعتمدا علي الله سبحانه وتعالي، واستلهم منه القوة والممانعة والمثابرة، وآمن بأن النصر من عند الله وهذا يغيب كثيرا عن السياسيين».