فى متابعة «الشروق» المستمرة لتطورات حادث مقتل الشهيدة مروة الشربينى على يد متطرف ألمانى بقاعة محكمة درسدن الأربعاء الماضى، علمنا فى اتصال هاتفى بطارق الشربينى شقيق الشهيدة بأنه أم المسلمين فى صلاة الجنازة، التى شهدها أكثر من 2000 شخص، الذين امتلأ بهم مسجد السلام ببرلين ظهر أمس الأحد. وبحسب الشربينى فإنه تلقى العزاء فى وفاة شقيقته بعد الصلاة مباشرة من المصلين بالمسجد السلام، الذين نقلوا له مشاعر حزنهم الشديد وغضبهم مما جرى لشقيقته. وبعد الصلاة، حث الشيخ محمد طه تونسى الجنسية بعد الدعاء للشهيدة، حث المسلمين على التعقل فى ردود أفعالهم وإظهار أن الإسلام دين السلام ولا يحض على العنف، حتى لا يستغل أعداء الإسلام ذلك فى الهجوم على المسلمين وتعالى نبرات العنصرية. وتقدم المصلين السفير المصرى رمزى عزالدين رمزى، وأعضاء السفارة المصرية ببرلين وأعضاء المكاتب الفنية. وأعرب شقيق مروة عن استيائه الشديد من ردود الفعل الرسمية الألمانية على الحادث. وقال: لم يحضر الجنازة أى مسئول ألمانى ولم ألتق طيلة وجودى حتى اللحظة أى مسئول ولم يتصل أحد بنا، كما لم يصدر الحكومة أيضا أى بيان حتى الآن يدين الحادث. وأردف غاضبا: الحكومة الألمانية علمت بحادث الاغتيال شقيقتى ظهر الأربعاء، ونحن علمنا بالخبر بعد الوفاة بأكثر من 24 ساعة، وكأن من مات لا يستحق إبلاغ منهم. وعزا الشربينى ذلك إلى «عدم احترام الحكومة الألمانية للجنسية المصرية»، مشيرا إلى أن «الوفاة لو وقعت لفرنسى أو أمريكى لانقلبت الدنيا ولما تقعد» بحسب وصفه. وأشار إلى أنه شعر بأن المسلمين بوجه عام غير مرغوب فى وجودهم بدرسدن. وتغيرت نبرة صوته وعلت حين ختم اتصاله بقوله: «من قتل يقتل، وأبسط حقوق الشهيدة هو القصاص وإعدام القاتل». سيد تاج الدين المستشار الثقافى المصرى فى برلين قال فى اتصال هاتفى بالشروق: بأن جثمان الشهيدة والوفد المرافق لها من ألمانيا سيصل لمطار القاهرة الساعة 8:45 دقيقة مساء الأحد. وأفاد المستشار الثقافى بأنه لم ير أحدا من المسئولين فى الحكومة الألمانية فى جنازة الشهيدة، غير أنه أكد أن السفير الألمانى فى القاهرة سيكون فى استقبال الشهيدة فى قاعة كبار الزوار بمطار القاهرة ومعه مندوب من وزارة الخارجية المصرية، ومحمد عز العرب رئيس جامعة المنوفية، ومحمد جابر أبوعلى رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات بوزارة التعليم العالى. وفى السياق نفسه تصاعدت ردود الفعل الغاضبة لدى المسلمين فى ألمانيا على مقتل الشهيدة مروة الشربينى ونظمت الجمعيات الإسلامية فى الساعة الثالثة من بعد ظهر أمس الأحد مظاهرة احتجاج ضخمة. وتشعر الجالية الإسلامية باستياء بالغ من تجاهل جميع محطات التليفزيون الألمانية الكبرى للجريمة حتى ساعة الاتصال به ظهر السبت، وقال: إن الخبر لم يذع إلا فى محطة إذاعة محلية مرة واحدة يوم وقوع الحادث. جار الشهيدة: بلدنا مش عاملة لنا اعتبار ليه؟! «بلدنا مش عاملة لنا اعتبار، علشان ألمانيا ترجع لنا الحقوق»، جملة مليئة بالكثير من الحزن والأسى، قيلت على لسان المهندس سامى البيلى، أحد جيران علوى على عكاز والفقيدة مروة الشربينى بألمانيا. أثناء حديثه عن هدوء الوضع هناك نتيجة إعلان الإعلام الإلمانى بأن الحادث مجرد مشادة ومشاجرة حدثت بقاعة المحكمة وأسفرت عن وفاه الفقيدة. كما عبر عن غضبه الشديد من موقف السفارة المصرية بألمانيا، التى لم تعلم بالحادث إلا بعد مرور 24 ساعة، ووصل إليها الخبر من خلال اتصال هاتفى من قبل المبعوثين المصريين فى ألمانيا، على حد قوله. وتساءل سامى «أين المستشار الإعلامى للسفير المصرى بألمانيا؟»، و«أين موقف السفير الذى اكتفى بزيارة علوى لربع ساعة فقط، ولم نسمع عنه بعدها؟»، وطالب بضرورة حرص الحكومة المصرية على إرغام الحكومة الألمانية للاعتذار عما حدث، وإرغامهم أيضا على التحقيق فى الحادث بعدالة تامة دون أى محاباة أو عنصرية. يحكى سامى البيلى قصة جيرته مع علوى ومروة، اللذين لم يسمع لهما صوت منذ إقامتهما بجواره، وتابع «ناس محترمين وعلاقتنا بيهم كانت طيبة جدا، ولكنها فترت فى الفترة الأخيرة بعض الشىء فقط نتيجة انشغال علوى برسالة الدكتوراه». «أول ما سمعت الخبر إن فيه واحدة اتقتلت ما جاش على بالى إنها مروة، وبعد ما عرفت مش قادر اصدق لغاية دلوقتى»، هكذا علم سامى وأسرته بالحادث، وبعدها سرعان ما توجه إلى المستشفى حيث يرقد علوى للاطمئنان عليه. واصطحاب الصغير معه إلى منزله، إلا أن القانون الألمانى ينص على ضرورة إقامة الأطفال فى مثل هذه الحوادث فى «أسرة بديلة»، بمعنى أن يوجد مع أسره لديها أطفال من سنه، وتنعم بالهدوء والاستقرار. وقال «مصطفى دلوقتى أحسن كثير ورجع يضحك ثانى، بس هو فى الأول والآخر طفل مكسور عاوز مامته»، هكذا وصف سامى حالة اليتيم مصطفى، الذى فقد والدته، وهو الآن بصحبة عمته فى أحد الفنادق التابعة للجامعة التى يدرس بها والده. وعن حالة علوى، قال سامى «جسديا بيتقدم، ولكن حالته النفسية سيئة جدا». وأشار سامى إلى أن علوى وزوجته مروة قد حكيا له من قبل ما تتعرض له مروة من مضايقات من قبل الشاب الألمانى من أصل روسى «الجانى»، وتابع أن مروة على الرغم من ذلك لم تفكر فى اللجوء إلى الشرطة مطلقا، حتى تعرض لها فى أحد الأيام مرة أخرى وحاول انتزاع حجابها. هنا وقف شاب ألمانى له فى الطريق ونصحها بالاتصال بالشرطة لمنعه من التعرض لها ثانية، وهو ما فعلته مروة بالفعل، وبعدها بعدة أيام تلقت مروى اتصالا من المحكمة يخبرها بميعاد جلستها، توجهت إلى المحكمة بصحبة زوجها وطفلها، وحدث ما حدث. وعن علاقة الأسرتين بالجيران من الألمان والعرب المسلمين وغير المسلمين، قال سامى إن العلاقة كانت جيدة مع البعض وفاترة مع البعض الآخر، «فى ناس بتحبنا وبتسلم علينا دايما، بس فى ناس مبتعبرناش». وتابع «العنصرية ممكن تكون موجودة فى نفوس الكثيرين منهم، ولكنها غير ظاهرة فى التعامل معنا، إلا أنها كانت تبدو فى العديد من المواقف من خلال النظرات والتجاهل والتعامل بشكل عام».