تصاعدت ردود الفعل الغاضبة لدى المسلمين فى ألمانيا على مقتل الشهيدة مروة الشربينى على يد متطرف ألمانى بقاعة محكمة درسدن الأربعاء الماضى، وتنظم الجمعيات الإسلامية فى الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم «الأحد» مظاهرة احتجاج ضخمة، وفى الوقت نفسه أفاق زوج الشهيدة «علوى على عكاز» من غيبوبته، وأدلى بأقوال بالغة الخطورة تدين الشرطة الألمانية. تحدثت «الشروق» من القاهرة إلى طارق الشربينى شقيق الشهيدة مروة، وإلى الدكتور سيد تاج الدين المستشار الثقافى المصرى فى برلين، وهما فى طريقهما لتسلم سكن علوى ومروة وبعد تسلمهما لطفلهما مصطفى، ولقائهما مع زوج الشهيدة بمجرد إفاقته من الغيبوبة. فى البداية، أبلغنا طارق أن الرواية التى نشرت فى الصحف حول ملابسات القضية من بدايتها غير دقيقة، فلم يقع شجار فى حديقة عامة بين الجانى والمجنى عليها، ولكن الصحيح أن الجانى كان يقيم فى المنزل المواجه للمنزل الذى كانت تقيم فيه شقيقته وزوجها، وأنه دأب على استفزازها واتهامها بأنها مسلمة إرهابية، ثم تطور الأمر فحاول نزع حجابها بالقوة أكثر من مرة، وفى المرة الثالثة استدعى زوجها البوليس، وتقدم بشكوى رسمية هى التى شكلت أساس القضية التى أدانته فيها المحكمة وعاقبته بالحبس لمدة شهر، وبدفع تعويض مبدئى ل«مروة» قيمته 780 يورو. وطبقا لرواية طارق نقلا عن زوج شقيقته الشهيدة بعد إفاقته من غيبوبة دامت ثلاثة أيام فإن أحدا من الشرطة أو هيئة المحكمة أو الادعاء لم يتدخل لوقف الجانى عن طعن زوجته، وعندما تدخل هو تلقى 3 طعنات فى الكبد والرئة «كما أثبتت الفحوص الطبية»، لكن أخطر ما ورد فى أقوال الزوج «علوى» هو أن ضابط البوليس الألمانى المكلف بالحراسة وجه نظره إليه «أى علوى» بينما كان يتصدى للجانى ويتلقى طعناته، ثم أطلق عليه الرصاص عامدا متعمدا. ومن ناحيته، أبلغ الدكتور سيد تاج الدين المستشار الثقافى المصرى فى برلين الذى يرافق طارق، ويقيم معه فى الغرفة نفسها مراعاة لظروفه النفسية أنه وطارق نظرا إلى جثمان الفقيدة، وتعرفا عليه بعد انتهاء عمل الطب الشرعى، وأنهما على وشك تسلمه تمهيدا لنقله إلى مصر اليوم أو غدا. من جانبه، أعرب السفير الألمانى فى القاهرة فى تصريحات أدلى بها هاتفيا ل«الشروق» عن عميق أسفه وحزنه لهذه الحادثة، مشددا على أنها لا تعبر «على الإطلاق عن أى توجه معادٍ للمصريين أو المسلمين فى ألمانيا». وقال السفير برند أربل: «إننى أعرب عن خالص التعازى لأسرة السيدة مروة وسأكون حريصا على إيفاد مندوب لتقديم العزاء فى حال ما علمت بموعد استقبال المعزين». وشدد السفير الألمانى فى القاهرة على أن هذه الحادثة هى «حادثة فردية بالمطلق» وعلى أن المجرم لا يمثل أحدا غير نفسه، وقال: إن هذه الحادثة لن يكون لها أى تأثير على إيفاد طلاب أو منح تأشيرات للمصريين إلى ألمانيا لأنه لا سبب لذلك فلا توجد حملة عداء ضد المصريين فى ألمانيا. فى الوقت نفسه، قالت صحفية ألمانية تحدثت ل«الشروق» بشرط عدم ذكر اسمها: إن هذه الحادثة يجرى التعامل معها فى الصحافة الألمانية بوصفها حادثة فردية، وإن الصحافة الألمانية لم ترصد حوادث مماثلة بصورة متكررة على الإطلاق. وأضافت أن رصد الصحافة الألمانية لا يوحى بأن هناك حملة لاستهداف المحجبات فى ألمانيا. وحسب الصحيفة نفسها فإن المجرم ينتمى إلى الألمان الذين نشأوا فى روسيا وعادوا إلى ألمانيا بموجب حق عودة يمنح للروس من ذوى الأصول الألمانية وهم فى العادة يتسمون بنعرة شوفينية تجعلهم أكثر عنصرية. وأضافت أن هناك الآن جدلا دائرا فى ألمانيا حول حق هؤلاء فى العودة لألمانيا. فى الوقت نفسه، قالت الصحفية نفسها: إن هناك أيضا جدلا دائرا فى ألمانيا حول مستوى التأمين فى المحاكم الألمانية الذى أوضحت الحادثة عن وجود خلل كبير فيه لأن الإجراءات الأمنية المتبعة لم تسمح بتفتيش دقيق للمجرم وبالتالى لم يتم الكشف عن السكين الذى كان بحوزته والذى استخدمه فى الجريمة. من ناحية أخرى، توقع مصدر رسمى ألمانى أن يصدر عن الخارجية الألمانية بيان رسمى يجمل ملابسات الحادث ويعبر عن الموقف الرسمى الرافض لأى توجهات عنصرية، وفى اتصال آخر ل«الشروق» بناشط مصرى مقيم فى ألمانيا هو المهندس أيمن زغلول، فإن الجالية الإسلامية تشعر باستياء بالغ من تجاهل جميع محطات التليفزيون الألمانية الكبرى للجريمة حتى ساعة الاتصال به ظهر السبت، وقال: إن الخبر لم يذع إلا فى محطة إذاعة محلية مرة واحدة يوم وقوع الحادث.