رأت مجلة «تايم» الأمريكية في عددها الصادراليوم الثلاثاء أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الحالية إلى روسيا جاءت من أجل اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد سوريا، عقب أيام من قيام إسرائيل بشن ضربات جوية ضد دمشق وتسببت في إضافة عامل إلى المحادثات لا يمكن التنبؤ به. وتناولت المجلة في سياق تقرير لها بثته على موقعها الإألكتروني- تعليقات مسئولين أمريكيين على هذه الزيارة؛ حيث أكد معظمهم أن كيري يأمل في تغيير منظور موسكو حيال الأزمة في سوريا من خلال زاويتين مختلفتين: الأولى منهما تكمن في تسليط الضوء على التهديدات الأمريكية بتسليح المعارضة السورية، بينما تشير الثانية إلى السعي لاقناع موسكو بالأدلة التي تؤكد استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية ضد المدنيين.
وأوضحت أن إسرائيل شنت ضربتين جويتين ضد سوريا خلال الأيام الماضية من أجل استهداف مخازن أسلحة زعمت أنها كان من المفترض أن تذهب إلى حزب الله في لبنان وأن هذه الأسلحة قادرة على ضرب تل أبيب وجنوب إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية.
ورأت مجلة (تايم) الأمريكية أن رغبة إسرائيل في اصابة أهداف سورية تراها خطرا على وجودها وأمنها القومي تسببت في تعقيد النقاشات التي تدور داخل أروقة الإدارة الأمريكية حول السياسات التي يجب اتخاذها حيال سوريا.
وذكرت المجلة أن تصرفات إسرائيل حيال سوريا قد أكدت لموسكوودمشق أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها ربما لن ينتظروا صدور الضوء الأخضر من جانب المجتمع الدولي حتي يتدخلوا لإنهاء الأزمة السورية..مشيرة إلى إعلان واشنطن الأسبوع الماضي أنها تعيد النظر في رفضها تسليح المعارضة السورية أو اتخاذ أي خطوات عدائية أخرى لإنهاء الأزمة.
وحذرت (تايم) بأن تدخل إسرائيل في الحرب الأهلية السورية سيحمل في طياته مخاطر جسيمة ربما تؤدي إلى توسيع نطاق التعاطف العربي مع نظام بشار الأسد، ودفع إيران وحزب الله إلى التدخل بشكل أكبر في الأزمة، بدلا من اقناع روسيا بالعمل على تسريع وتيرة سقوط الأسد.
ونسبت المجلة الأمريكية إلى مسئولين في الإدارة الأمريكية تأكيداتهم أن تصرفات إسرائيل الأخيرة حيال سوريا لن تجبر إدارة الرئيس باراك أوباما على التدخل واعتبروا أن المخاوف الرئيسية للولايات المتحدة تكمن في استخدام القوات النظامية للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين، بينما تخاف إسرائيل من سقوط هذه الأسلحة في أيدي أعدائها.